وجه الحقيقة

د.يوسف الكودة يكتب /فى حرب الخرطوم (المقدسة )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الامين وبعد

دعونى ابدأ الحديث عن تلك الحرب المقدسة التى يخوضها الشعب السودانى مع جيشه الأبى باستثناء قلة من الصفوة السياسيين الذين لم يمنعم من مناصرة الجيش والاصطفاف خلفة اسوة ببقية افراد الشعب السودانى قاطبة غير ما كانوا يمتلكونه من انجازات سياسية هى فى ظنهم المخرج الوحيد للبلد مثل ما يعرف بالاتفاق الإطارى فصعب عليهم للغاية فقدان ذلك المجهود مما أفقدهم التفكير برشد وعقلانية عن ما يجب ان يكون من موقف سليم تجاه ما يجرى من احداث فى البلد ولا سيما تلك الحرب ما بين القوات المسلحة وما تمرد عليها مما عرف بالدعم السريع الذى تم انشاؤه لاغراض معينة ومن مال الدولة المال العام وتم تعيين محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتى على رأس قيادته فى وقت لو تم فيه الاعفاء لكان الامر عاديا للغاية فمن له حق التعيين له حق الاعفاء

فلم يتكون الدعم السريع بدعم مالى من قبيلة او حزب ولا من اسرة من الاسر حتى يغض الطرف عن حقيقة ايلولة تلك القوة النظامية ولمن تتبع ؟ الى ان اندلعت ثورة ديسمبر فوجد حميدتى هو واسرته صيدا ثمينا بيدهم فى ظل فوضى وغياب للقانون فتمسكوا بذلك الصيد وخدعوا الناس بعدم الالتفات اليهم باعلانهم الاستعداد للوقوف مع التغيير

وبالفعل شعر الناس بهذا العون ومدى الاحتياج له ظنا منهم ان ذلك سيكون لحين وقت دمج تلك القوات مع قواتنا المسلحة ولكن يبدو أن الرجل طمع فى الاستحواذ على تلك القوة ليساوم بها فى خلق وضعية له فى الفترة الانتقالية وقد كان ذلك بالفعل

ثم ازداد ذلك الطمع الى ان وصل الى الرغبة فى استلام السلطة فبدأ فى خرط يده من القوات المسلحة وتأكد ذلك جليا يوم ان خرج علينا البرهان بقوله ( لقد فقدنا السيطرة على الدعم السريع ) فكان خبرا وقعه كالصاعقة على الجميع

كل ذلك كان قبل اندلاع الحرب فلم نسمع أى شجب او استنكار من جماعة الاطارى الى أن اندلعت الحرب فتعالت أصواتهم حينها بالمناداة بوقف الحرب دون أى شجب او استنكار لذلك التمرد !

وبالعود لحقيقة الدعم السريع وكيفية وصوله الى ما هو عليه من استقلالية فقد دافع للاسف قيادات الحرية والتغيير على استقلاليته بما تم من قرار من البرهان واعلوا من شأنه بل اتخذوه حاضنة عسكرية مقابل خصمهم جيش البلاد القوات المسلحة لذلك لم يدينوا ابدا تمرد تلك القوة على البلد والجيش مرددين ان الدعم قوة مستقلة عن الجيش كاستقلال الشرطة او جهاز الامن او اى قوة نظامية اخرى ناسين أن استقلال جهة ما عن الجيش لا يخول لها التمرد على البلد لذلك تحرك الجيش وهو بلا شك منوط به حماية البلاد من كل اعتداء مسلح فاستقلاليته الدعم السريع قانونا عن الجيش لا تصلح دليلا على ما فعل الدعم السريع بل هى تدينه باكثر مما تبرؤه

فمن قام او انشئ بقانون عليه كذلك ان يحترم كل القوانين ولكن الدعم السريع لم يلتزم بقانون البلد الذى يمنع التمرد بالسلاح بل يجعل جريمة ذلك هى الاعدام

أما المناداة بوقف الحرب هذه كيفما اتفق من قبل جماعة الاطارى لهو عين العبثية التى يصفون بها تلك الحرب إذ لا يتصور وقوف لها بدون تحقيق
ولو شئ من الاهداف لمن تمرد وقتل وسرق واغتصب من الدعم السريع فلابد من تحقيق شئ من الاهداف نهاية الحوار والتفاوض لذلك تجدهم أى جماعة الاطارى لا يمرون ابدا على ذلك البتة ولا يتناولونه عند حديثهم او عند مطالبتهم بوقف الحرب لانه امر غير مقبول بل لا يمكن تصوره البتة

لذلك نحن نرى أن الحرب هذه حرب مقدسة وليست حرب اهليه بين قبائل سودانية ولا حرب بين شعبين يمكن ان يتدخل لحلها بالحوار والحلول المتوسطة والتنازلات شأن الخلافات السياسية وانما هذه حرب لا يصير الوضع بعدها طبيعيا الاباستسلام من تمرد وقتل وسرق واغتصب ومحاكمته او الاستمرار فى الحرب الى ان يتحقق المراد
والله ولى التوفيق
د. يوسف الكودة