وجه الحقيقة

النصر صبر ساعة / مهدي ابراهيم احمد

أشهر مرت منذ اندلاع الحرب في الخرطوم ..ولايزال الحال نهبا العمليات العسكرية المتواصلة والتي رجح للجيش فيها كفته من واقع التكتيك الحربي الذي يتبعه في القضاء علي التمرد وتدمير ألياتهم ومتحركاتهم ولا تزال الانباء تتري بإستعادة المواقع وتمشيطها. واستلام الارتكازات وضرب مناطق تجمعات التمرد في لخرطوم. وبعض الولايات .ا
كانت بداية الحرب في 15 ابريل حزيران والتي اوقد شرارتها الدعم السريع من خلال إطلاق الرصاصة الأولي بمحاولة اقتحام القيادة العامة للقبض علي رئيس مجلس السيادة وكبار قادة الجيش والتي اخفقت خطتها تماما ليستعيد الجيش بعدها توازنه ويقضي علي مراكز قوي الدعم السريع ما جعل الاتصال مفقود بين قياداتهم وقواعدهم .أضف لذلك الوقفة الصلبة للشعب السوداني جميعه واتحاده خلف قواته المسلحة كل ذلك احبط ما كان يحاك للبلاد من المؤامرة التي كان الدعم السريع احد ادواتها .في التنفيذ وانجاح المخطط الخبيث .
وعلي الرغم من السيطرة الواضحة للجيش والتي اقترب اوان نضجها وحسمها الا ان التدخلات الدولية ما فتئت تتدخل صريحا من خلال احياء التفاوض ومحاولة دب الحياة في جسد التمرد الذي اوشك علي الهلاك والموات ومحاولة جعله ندا وغريما للجيش من خلال ذلك التفاوض المعيب …تفاوض يجعل من المليشيات المتمردة تستعيد انفاسها اخري. لتعيد الهجوم علي المواقع بالمسيرات والاسلحة الثقيلة للدخول للتفاوض اخري بمعايير القوة والسيطرة وارهاق الخصوم منابر عديدة كانت ساحات للتفاوض الذي يفتقر للحياد والتي اعلنت الحكومة رفضها الصريح للمشاركة فيها كما حدث في منبر اديس ابابا عندما قيدت الحكومة مشاركتها بتولي غير الدولة الكينية رئاسة اللجنة والتي تفتقر الي الحياد ولاتخفي دعمها الصريح. للتمرد وقد جاء الاعلان معيبا بنشر القوات الأفريقية وجعل الخرطوم منطقة معزولة السلاح الشئ الذي رفضته الحكومة جملة وتفصيلا واعلنت دعمها لمنبر القاهرة الذي جاء متسقا مع موقفها باعتبار ما يحدث شأنا داخليا بحتا ولا يجوز للاطراف الخارجية التدخل فيه ..
لا مشاحة في التفاوض اذا التزم التمرد بالشروط وخرجت
قواته من بيوت المواطنين ومن المرافق الخدمية. والمستشفيات ومن كل المؤسسات التي تخص الدولة ..لكن طالما هناك تعنت بين ورفض مطبق وعدم التزام بالشروط الواضحة لانجاح التفاوض أضف لذلك فقدان التواصل بين قياداتهم وبين من في الميدان كل ذلك يجعل من الحسم العسكري واجبا مفروض لا نكوص عنه ونتيجة حتمية لابد من الايفاء بها خصوصا وان العاصمة قد اخليت تماما وسلم اهلها للجيش تفويضا بما يراه مناسبا في القضاء عليهم وتطهير البلاد منهم
يقينا لم يتبقي الكثير لاجل حسم المعركة وعودة الحياة لطبيعتها اخري من واقع ما نسمع من سيطرة الجيش وتمشيطه لكثير من المناطق وفرض نفوذه عليها ..فقدصبر الناس علي كل شى وقدموا من التضحيات فوق كل تصور ..فقد تجاوزا خروجهم من دورهم ونهب بيوتهم وممتلكاتهم لاجل ان ان تستقيم بوصلة الدولة ويعتدل ميزانها بالقضاء علي التمرد نهائيا واجتثاث شافتهم حتي لا يتكرر ما حدث اخري من فقدان الامان وتحول البلاد للفوضي والخراب ..
.