سكان العشرة تراجيديا التهجير ..وحسرات الرحيل ( 1)

خطواتهم متعثرة ..تحاول أن تعبر تحت اصوات الدانات والذخيرة ..يمموا صوب الصحافات ..يحملون القليل من الزاد والكثير من الاحزان ..غادروا مساكنهم تحت تهديد السلاح.. الخيار ..ان تترك منزلك او تواجه الموت المحقق ..
كانت اللحظات عصية ..الدموع سخية..المشاعر فيض من الاسي تمدد ولم يترك مساحة في الأجساد الا وهدهدها حزنا وجرح غائر لن تمحهه الايام ..بداية لا نعرف لها نهايات ..غادر البعض وتأخر البعض من هول الصدمة ..لكن يوم الثلاثاء الموافق 18/7/2023يوم اسود لم تعيش العشرة مثله حيث خرجت الجموع منذ انفلاق الصبح ..تحركوا والصمت يشق انينه الزمان والمكان ..تعطلت كل اللغات حينها ..وبقيت النظرات اصدق تعبيرا وتلخيصا لمرارات الحرب التي أحاطت بنا من كل جانب ..كل من عبر شارع الاسفلت الذي يفصل بين العشرة والصحافات تجده يدير جسده نحو العشرة ولكأنها نظرة الوداع ..يا الله ..هل من عودة ..هل ؟..
سوق العشرة ..شارع 25..محطة العمودين ..صالة قرطبة ..ستي بلازا..أكاديمية العلوم المصرفية ..كلية الأفق الجامعية ..مدرسة محمد ابراهيم دياب ..بعضا من رحيق العشرة الحبيبة وكثير لا يسعه المقال ولسان الحال ..اهل الصحافات فتحوا قلوبهم وبيوتهم لجيرانهم من سكان العشرة تقاسموا معهم الهم والحزن والٱهات والدموع .