وجه الحقيقة

موازنات / الطيب المكابرابي/نهر النيل والفرص المهدرة

الثلاثاء 1أغسطس٢٠٢٣
منذ بدء الحرب في الخرطوم وانفلات الزمام هناك بدأت قوات الجنجويد كطبعها وفعلها الذي عرفت به بدأت في تكسير البنى التحتية للبلاد ونهب الممتلكات عامها والخاص ولم يتركوا سوقا إلا نهبوه ولامصنعا إلا دمروه واحرقوه بعد سرقته ولا دارا ولا موقعا ولامزرعة إلا عاثوا فيها فسادا وتخريبا وفوق هذا وذاك اجبروا الناس على مغادرة الخرطوم…
من غادروا الخرطوم كانوا خليطا من الناس والمهن والامكانات..كان فيهم التاجر والراسمالي والعامل والموظف والمهني وكل صنوف البشر اتجهوا الى الولايات بشكل أساسي وقليل هم من غادروا الى دول الجوار…
قضى التمرد على المصانع في الخرطوم وعلى المزارع وعلى كل أداة انتاج كانت تعتمد عليها هذه الولايات وكل السودان سواء كان ذلك مواد غذائية أو منظفات أو ملابس أو احذية او منتحات البناء والتعمير وغير ذلك مما يحتاجه الناس بشكل يومي..
كانت ولاية نهر النيل احدى اكثر ولايتين حظا ونصيبا من هؤلاء القادمين حاملي الافكار والهن والاموال واصحاب المشروعات والمصانع التي دمرتها هذه الحرب…
كان الأمل ان تنشط ولاية نهر النيل بما لديها من امكانات وموارد ومواقع وسط هؤلاء القادمين فتحتضن في مدنها الصناعات البديلة لما دمره المتمردون …
كان الأمل ان تتحرك حكومة الولاية تجاه هؤلاء منذ الوهلة الأولى لو انها كانت تفكر بشكل مغاير للتفكير الحالي فتلتقي كل هؤلاء من خلال ملتقى غير الذي سمعنا به ولم تحضره أهم الجهات وهي الاستثمار ماجعل كثيرا من المعلومات غائبة عن حاضريه…
كنا نتوقع ان تسارع حكومة نهر النيل لالتقاط القفاژ والمبادرة بفتح الابواب أمام كل راغب في اقامة مصنع أو معمل أو ورشة أو مزرعة تفيد البلاد وتكفي الناس بعيدهم والقريب مشقة الغلاء وارتفاع الاسعار لمواد ومنتجات بانت تاتينا من وراء الحدود بما فيها المنظفات …
لا استبعد ان يقول قائل نحن التقينا كما من المستثمرين وفعلنا وفعلنا معهم ولكني لهؤلاء اقول هم من بادروا وجاؤوا اليكم ولم تذهبوا اليهم أو تبحثوا عنهم…
في ولاية الجزيرة وبرغم مانقراه من سخط على الوالي رايناحكومته تلتقي المستثمرين فرادى وجماعات وتفتح اسواقا جديدة تخصصها للقادمين من تجار الخرطوم وتعقد الصفقات مع شركات البناء والمقاولات لتضيف عددا من الوحدات السكنية التي لا يستغرق بناءها اكثر من عشرة أيام لتضيف بذلك سعات ايوائية جديدة وربما موارد مالية جديدة للولاية..
حتى الان ننتظر ان تتحرك حكومة نهر النيل وإن تهتبل مااتيح لها من فرص وإن يكون الهم تلافي ماكان من تفريط وتضييع وإن تصدر قرارات واضحة صارمة يفهمها كل موظف فحواها ومضمونها ان اي تعويق للاستثمارات واي تلكؤ في التجاوب واتباع البيروقراطية التي تعوق العمل ان يكون له مقام في موقعه وإن البقاء في المواقع المهمة لمن يعملون ويخلصون ويسعون لجذب المستثمر لا( تطفيشه) بمطالب ومطالبات لا علاقة لها بالموضوع…

وكان الله في عون الجميع