" الحياة اليوم " جريدة إلكترونية إخبارية سياسية شامله تقوم على التحليل والرأي ونقل الحقيقة كما هي. تقدم خطابا إعلاميا متزن، ويلتزم بوصلة وحيدة تشير إلى تحرير الإنسان في إطار يجمعنا داخل الوطن كله ولا يعزلنا

✒️ حاج ماجد سوار دعوا البرهان يشتغل شغله
الحملة التي يقودها بعض الناشطين هذه الأيام عبر وسائل التواصل الإجتماعي و يهاجمون فيها رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق البرهان و يصفونه تارة بالضعف و التردد و أخرى بأنه يؤخر الإنتصار على المليشيا بل إن بعضهم وصل إلى حد إتهامه بالتواطؤ !!
هذه الحملة تقودها مجموعتان :
المجموعة الأولى : هم أصحاب النوايا الحسنة الذين إستبطأوا النصر الحاسم للقوات المسلحة على المليشيا المتمردة و هم في ذلك لهم العذر خاصة و أن المليشيا ما تزال تحتل منازل المواطنين و تنكل بهم و تقوم بأبشع الجرائم و الإنتهاكات في حقهم ، و لكن هؤلاء تنقصهم المعلومات الكاملة عن مسرح العمليات و عن حجم قدرات العدو و عدد قواته و إمكانياته و عن الدعم الخارجي الضخم الذي تلقاه و ما يزال و عن خطوط إمداده المفتوحة و غيرها من التفاصيل التي لخصها الفريق الكباشي منذ الأسابيع الأولى للحرب بقوله و هو يخاطب القوات ( إن البلاد تتعرض لغزو أجنبي مكتمل الأركان ) و هذا الغزو تشارك فيه عدة دول و تقوده الدولة الخليجية بالإضافة لشركة فاغنر الروسية ذات الإمكانات و القدرات الكبيرة !! و ما درى هؤلاء أن الإنتصار الأكبر كان في صبيحة الخامس عشر من أبريل عندما أفشلت قوة محدودة العدد من الضباط و الجنود إنقلاب المليشيا و افتدت القائد العام ب 35 شهيد من الحرس الرئاسي !!
أما المجموعة الثانية : فهم أصحاب النوايا السيئة و الأجندة الخبيثة و في مقدمتهم المليشيا و حلفاءها القحاتة و داعميهم و هم يركزون على البرهان لرمزيته كقائد عام للجيش و رئيس لمجلس السيادة و يتعاملون معه وفق نظرية ( رأس الحية ) !!
للأسف فإن هذه الحملة رغم حسن نوايا بعض من يشاركون فيها إلا أنها تصب تماماً في خدمة خطة المجموعة الثانية و إن إستهداف البرهان في هذه المرحلة الدقيقة ستكون له إنعكاسات سالبة على الروح المعنوية للجنود المقاتلين في الميدان !!
يجب أن يعلم هؤلاء أن البرهان رغم أنه القائد العام إلا أن التخطيط للعمليات العسكرية و إدارتها ليس من مهامه بل من مهام هيئة الأركان التي تتألف من قادة أفرع القوات المسلحة المختلفة و هم في العادة يتم إختيارهم وفق معايير دقيقة و صارمة و نظام محكم متوارث منذ عهد قوة دفاع السودان !!
كذلك لا بد أن يعلم الجميع بأن المهام التقليدية للجيوش هي حماية البلاد و الحدود و ليست حرب المدن التي نعيش واحدة من أكثر أنواعها تعقيداً حيث أن العدو كان جزءاً من مؤسسات الدولة حتى صبيحة 15 أبريل لحظة تمرده و كانت توكل له مهام حراسة و تأمين معظم المؤسسات و المرافق التي إحتلها ( بوضع اليد ) بما في ذلك القصر الرئاسي و كان متواجدا في عشرات المعسكرات و المواقع في العاصمة و الولايات و في الأشهر الأخيرة التي سبقت تمرده حشد معظهم في مواقعه و في مواقع إنفتاح و تموضع جديدة بالعاصمة !!
إن حرب المدن تحتاج لإعداد و تدريب و تسليح يختلف عن إعداد و تدريب و تسليح القوات المسلحة و قد بدأ الإهتمام بها بصورة عملية و جادة بعد أحداث مقتل جون قرنق في يوليو 2005 و بصورة أكبر و أكثر جدية بعد عملية ( الذراع الطويل ) التي قامت بها حركة العدل و المساواة في مايو 2008 حيث تم تدريب أعداد مقدرة من جهاز الأمن و متطوعي الدفاع الشعبي ثم لاحقاً أصبحت من مهام قوات الإحتياطي المركزي و هيئة العمليات التي يقع على عاتقها أيضاً مكافحة الإرهاب !!
لذلك فقد كان حل هيئة العمليات و إضعاف قوات الإحتياطي المركزي هو أول أهداف حميدتي بعد إنقلاب اللجنة الأمنية في أبريل 2019 و بالفعل تم له ما أراد حيث حلت الهيئة بقرار البرهان في أغسطس 2019 و بعد قرار الحل تم تمرير مسرحية تمرد أفرادها في يناير 2020 لتقوم بعدها قوات الدعم السريع بالإستيلاء على مقراتها بما حوت من أسلحة و معدات و هي المقرات التي تم تصميمها و توزيعها جغرافيا و تجهيزها بناءاً على خطة حماية و تأمين العاصمة و عواصم الولايات و المدن الإستراتيجية و انطبق ذات الأمر على قوات الإحتياطي المركزي التي نزعت بعض مقراتها لصالح الدعم السريع و سحبت منها معظم الأسلحة الإستراتيجية !!
إن تحقيق الإنتصار النهائي و الحاسم على المليشيا المتمردة كان هو الهدف الذي خططت له القوات المسلحة منذ بداية التمرد و تعمل على تنفيذه عبر مراحل متدرجة بمهنية و احترافية و كفاءة عالية و بأقل الخسائر و شهد لها بذلك جميع الخبراء و المختصين .
إن الوصول إلى ساعة النصر أمر يحتاج منا جميعاً الصبر و الدعم و المساندة و الدعاء ( إنما النصر صبر ساعة ) .
– دعوا البرهان و قيادة القوات المسلحة يشتغلوا شغلهم .
– إستهداف البرهان هو إستهداف للقوات المسلحة و للوطن .
و أضم صوتي لهاشتاق :
#فك_اللجام_يا_سعادتك
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
30 يوليو 2023