وجه الحقيقة

رب ضارة نافعة !! تفكيك مركزية الدولة بالخرطوم :الحياة اليوم

الحياة اليوم : عصام الحكيم

خطت السلطة القضائية خطوة ادارية وتقنية مهمة كانت بمثابة الضرورة الملحة التي املتها الظروف الامنية الراهنة للحرب بالخرطوم علي امل ان تماثلها وتلحق بها وتحذو حذوها في هذا الاتجاه بقية المؤسسات الاتحادية في هذا الاتجاه لاجل التكيف مع تداعيات الحرب اللعينة وعدم الركون لقيودها التي عطلت سيرورة دولاب عمل مؤسسات الدولة فدراليا وتبعا لها تعثرت وتعطلت مصالح المواطنين ..

فقد نفذت السلطة القضائية بشكل فعلي اولي خطوات تاسيس ونقل نوافذ لخدماتها واجراءاتها ومعاملاتها القضائية الاتحادية الممركزة في العاصمة الخرطوم المتعلقة بالتوثيقات واعادة توزيعها علي الولايات بشكل فعلي وسلس للغاية ..

وانفاذا لذلك دشنت بالامس رئاسة الجهاز القضائي بولاية نهر النيل نافذة توثيقاتها الاتحادية واختارت له موقعا مميزا مجاور لمقر مكتبة القضائية العامة بالدامر بعد ان هيات ورتبت للنافذ متطلبات عملها فنيا وتقنيا واداريا ..

علي الرغم من التداعيات الكارثية للحرب بوجهها القبيح الكالح لكنها كشفت عن الهيمنة المركزية القابضة للخرطوم علي مفاصل الدولة استراتيجيا واقتصاديا وحتي في ابسط وادق التفاصيل والاجراءات الادارية وهو امر كان ينبغي الانتباه له مسبقا قبل وقوع الكارثة اللعينة ..

في حين تحمل المواطن المغلوب علي امره في الولايات تبعات وعبء احتكار ومركزة هذه الاجراءات بالخرطوم دون مبرر وتكبد رهق السفر لانجازها هناك مقابل دفع فاتورة ثقيلة خصما عن ماله وصحته ووقته ..

اهم ما ذكر في مراسم تدشين نافذة التوثيقات الاتحادية الولائية الدائمة بالدامر التي تم من خلالها انجاز العديد من عمليات التوثيقات لمواطنين قادمين من الخرطوم واخرين من الولاية ان ظروف الحرب ستدفع السلطة القضائية.لافساح المجال لتقصير الظل القضائي بشكل عام واتخاذ خطوات ادارية وتقنية والكترونية متسارعة في مشروع حوسبة عمل السلطة القضائية لضمان دقة وسلاسة وسلامة الاجراءات وارشفتها وتفاديا لاهدار الوقت والمال وتقليل الجهد وبالتالي مواكبة الطفرة العالمية التكنولوجية الهائلة في هذا المضمار ..