وجه الحقيقة

*الصادق الرزيقي يكتب /ورحل علام …..*

توالت علينا الفواجع ، فقد رحل بالأمس عن هذه الفانية الاخ الحبيب وزميل المهنة علام عمر محمود ،أحد ابرز رؤساء التحرير في اخبار التلفزيون القومي ، وعضو المكتب التنفيذي وامين احدي امانات الاتحاد العام للصحفيين السودانيين والناشط العامل بصمت وتفان في مجالات العمل الاعلامي والمتجرد والمخلص لمهنته .
تزاملنا مع الاخ علام منذ الهزيع الأخير للعام ١٩٨٧م وكنا صغاراً في بدايات الطريق ، كان يعمل بصحيفة (الجريدة) لصاحبها محمود جحا وكنا نحن في
(ألوان ) الغراء ، ولم تمض الا سنوات قليلة حتي إلتقينا لنعمل معا وفي قسم واحد بصحيفة السودان الحديث ، وكان ذاك نهاية العهد الذهبي للدور الصحفية القومية ، ثم إنتقل الفقيد العزيز علام عمر إلى تلفزيون السودان مضيفاً بعداً اخر في تجربته الصحفية ، وسرعان ما لمع إسمه و برز اجتهاده في عمل الأخبار و أصبح رئيساً للتحرير في قسم الأخبار بالتلفزيون ، وخلال هذه الفترة من ١٩٩٦ ةحتي وفاته ، قدم الكثير للعمل الإخباري التلفازي ، طاف السودان شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً ، أبلي بلاءً حسناً ، أنشأ للتلفزيون ولنفسه شبكة هائلة من العلاقات والعلاقات الاجتماعية مع رجال السياسة ورموز المجتمع وزعماء القبائل والاعيان وارتبط بمصادر المعلومات التي تعد الرصيد الأول والاوحد لكل صحفي ممارس للمهنة مكابد في سبيلها .
عندما إنخرطنا معاً في العمل النقابي ، ظل هو هو بحماسه وسلوكه الجاد ولطف معشره ، كان أمينا للعلاقات الداخلية ، قوياً وعنيفاً في قول الحق ، لا ينقطع عن النصيحة، ويتجاوز الخلاف ، ويلتزم برأي الجماعة ، وسعي خلال عمله بالإتحاد العام للصحفيين السودانيين لخدمة زملائه بالهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون ، يغضب لهم ويصالح من أجل حقوقهم .
أكثر ما يلفت فيه اهتماماته بأهله في ولاية الجزيرة لم ينقطع عن منطقته ولا عن مناسباتها الاجتماعية ، له اهتمامات خاصة باسرته واقربائه مواصلاً رحمه ، متصلاً بمن يعرف ..
رحمه الله رحمة واسعة ، ولكم وقع رحيله علينا ثقيلاً وموجعاً ، غفر الله له وجعل الجنة مثواه ، واحسن فيه العزاء وجعل المولي الكريم الخير وعاقبته في بنيه واسرته التي نسأله تعالي لها الصبر وحسن العزاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون …

*الصادق الرزيقي*
*رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين*