وجه الحقيقة

*رؤي* ✍🏼 واصله عباس *ليت والي الجزيرة … يفعلها*

في ظل الأزمة المدلهمة التي ألمت بالعاصمة القومية الخرطوم ودارفور ، بسبب الحرب التي يدور رحاها بين مليشيات الدعم السريع وقوات الشعب المسلحة الباسلة ، تدافعت جموع أهل الخرطوم الي الولايات طلباً للنجاة ، ودفعاً لضريبة الحرب الباهظة ، بعد تركهم لكل ماملكوه خلفهم من ممتلكات وأموال ، خرجوا جميعا وقلوبهم شتي وجراحاتهم تنزف دون طبيب يداوي ، والطرقات تحكي عن أوجاعهم ، ومآسيهم ، خرج الجميع وكل يحمل قصة من الألم والحزن ، حتي الصغار تحسبهم شيابا من هول ماشاهدوه في معركة الكرامة ، لتتلقفهم ولاية الجزيرة التي إحتضنت العدد الأكبر منهم حتي فاضت بهم الطرقات وإمتلئت معسكرات الإيواء ومنازل الأسر ، وبيوت الإيجارات ، كل ذلك يحدث والحرب تدخل شهرها الرابع وقد تكون بإذن الله في خواتمها ، يحدث كل ذلك دون أن تضع الولاية خطة طموحة تستفيد من قدرات الوافدين وخبراتهم وأطروحاتهم في لقاء جامع لتنمية وتطوير الولاية التي تحتاج الي كثير من الجهد والعمل ، سيما وأن الوافدين فيهم الكثير من أصحاب الكفاءات والخبرات والثروات والأموال ، ويبقي السؤال ماذا فعلت ولاية الجزيرة للإستفادة من كل هذه القدرات البشرية والثروات القومية التي أضحي جلها معطلة وخاملة ؟ ، لو كنت ناصحة لوالي الولاية لنصحته بعد إستقرار اللجنة العليا لطوارئ الحرب التي أدت دورها علي الوجه الأكمل في إمتصاص الصدمة وتخفيف وطأة الكارثة ، ويظهر ذلك جليا في الإستقرار التام للوافدين إلا من بعض الهنات التي تُصاحب أي عمل ، لنصحته بتكوين لجنة طوارئ ثانية بعضوية وزير التخطيط العمراني وآلياته ، مع إستصحاب الخبرات الهندسية من الوافدين ، ومهمتهم إنشاء جسور أهمها جسر يربط بين جزيرة الفيل والعريباب ليربط منطقة الشرق حتي أم القري ، وجسر آخر يربط مابين منطقة الدناقلة شرق حتي الشكابات ، وجسر يربط منطقة فداسي وماجاورها ، حيث تُشكل هذه الجسور بوابات لدخول الوافدين علي بقية الولاية لفك الإكتظاظ عن حاضرة الولاية ، وبالتالي يسُهل التنقل مابين محليات الولاية في سهولة ويسر ، ومع هطول فصول الخريف حيث تتحول العديد من المناطق الي جزر معزولة حتي إنتهاء الخريف ، ومن ثم توزيع الخبرات والكفاءات العملية والعملية والرأسمالية وفق قاعدة بيانات يفترض تواجدها لدي لجان الإيواء ، ولتكن البدايات من الكوادر الطبية والتخصصية بعمل أيام علاجية وعيادات تُبني عليها قاعدة حقيقية للصحة في الولاية عامة ، ويمكن إعتمادها لتكون نقطة الإنطلاق الحقيقية ، في خاطري مدي أبعد من ذلك وهو إحياء مشروع الجزيرة من خلال شركة مساهمة عامة لروؤس الأموال التي عقدت مؤتمرا سابقا في الولاية ، حيث جاءت المخرجات تقتضي ضرورة الإستثمار في عدة مشاريع وبرامج ، ولكن نقولها وبعلو الصوت أن الجزيرة لايشبها إلا عودة العافية الي بدن مشروع الجزيرة الذي أحسبه المنقذ الحقيقي للإقتصاد السوداني وإسهامه في رفع عجلة الإنتاج ، وإزالة الغبار المتراكم عبر السنوات عن محالجه ومصانعه وآلياته ، وبما أن الرؤية القادمة التي تستوجب أن تُبني علي ثوابت وبنيات حقيقية لتمزيق فواتير الإستيراد الخارجي ، والعمل علي دعم الناتج المحلي لمزاحمة الآسواق العالمية ، فهذه النكبة والكارثة التي حلت بالسودان عموما وليس الخرطوم ودارفور يجب أن تُعد بمثابة إعادة التوزان الفعلي للوطن وفق رؤية وسياسة إنتاجية بعيدا عن الإعانات والإعتماد علي الأخرين في مواردهم ، ولهذا فالأمل المنشود هي ولاية الجزيرة أن تحقق الإستقرار الفعلي والحقيقي للسودان في مرحلته القادمة والتي نريدها كما قال الشاعر المخضرم *الفيتوري* في قصيدته إفريقيا طوت الظلام وودعت حقباً عجافاُ لاتعي لاتنطق ، ولهذا علي والي الجزيرة ( *أن يكرب قاشه* ) لقيادة رسن الإقتصاد السوداني ، وإنطلاق ثورة البناء والتعمير والنهضة الحقيقية والفعلية للسودان القادم ، وأن يترك الجيش لقيادة معركة الكرامة ، فالسودان يجب ان يستفيد من مصابه لينهض من كبوته وهو أقوي .
فهل يفك والي الجزيرة اللجام عن الولاية لتبدأ السباق الوطني الكبير في ظل معركة الكرامة التي تعني وطن جديد ملئه الشجاعة والإنتاج ؟؟ .

*رؤي أخيرة*

من أرض المحنة من قلب الجزيرة
يجينا خيرها دافق ينسينا الزخيرة