" الحياة اليوم " جريدة إلكترونية إخبارية سياسية شامله تقوم على التحليل والرأي ونقل الحقيقة كما هي. تقدم خطابا إعلاميا متزن، ويلتزم بوصلة وحيدة تشير إلى تحرير الإنسان في إطار يجمعنا داخل الوطن كله ولا يعزلنا

في ورشة آثار الحرب على التامين إجماع على زيادة الوعي التاميني
تقرير :هويدا حمزة
حوالي 500سيارة صادفتني في الطريق من شرق النيل إلى الكلاكلة وهي في حالة يرثى لها (المضروبة بعمود كهرباء والمضروبة بالتلتوار والمنزوعة اللساتك وهلمجرا وكلها زي ما بتقول يمة (عربات تموص المصارين بمعنى تهرد المصارين على قول الراحل المقيم وهي أيضا كاصحابها من ضحايا الحرب وعندما سألت عن اسباب تحطمها بهذه الطريقة المؤلمة قال لي من سالته( الناس السرقوها ما بعرفو يسوقوها )وما يؤكد صحة حديثه أن السيارات تناثرت بإهمال في منتصف الشوارع بصورة معيقة للحركة يعني (بلوها وجرو خلوها) هذا بخلاف العمارات السوامق التي سرقت ودمرت والبنوك التي نهبت .
جهل بالوثيقة
قلت لزوجي وهو وكيل لشركة تأمين (مسكينة شركات التأمين حا تدفع دم قلبا)ولكن زوجي صدمني بأن التأمين لا يغطي الحروب إلا إذا تمت اضافته للتوثيقة بمبلغ اضافي والطبع لا أحد يطلب ذلك لأنه لا أحد يعلم هذه المعلومة فالجميع مثلي لا يقلبون وثيقة التأمين وقرآءتها قبل التوقيع مثلما لا اقراها أنا .وحتى لو كانوا يعلمون فلن يضيفوا الشغب والاضطرابات والجميع متجرسين من قيمة التأمين لدرجة ان جزء كبير من العملاء أصبحوا يكتفون بتأمين الطرف الثالث لأنه إجباري لترخيص المركبة.
آه لو آه تفيد مجروح
عند حريق سوق امدرمان واحتراق المتاجر إضافة للنقود داخلها قال بعضهم لو التجار مؤمنين متاجرهم الشركات بتعوضهم ولكن للأسف ما كانوا مؤمنين ومتوكلين على الله وماشين ب(البركة).
على طاولة المختصين
ورشة آثار الحرب على التأمين التي نظمها الاتحاد العالمي لشركات التأمين بالتعاون مع شركة شيكان للتأمين ببرج الشركة بمدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة ناقشت أثر الحرب على شركات التأمين من خلال كلمات و أوراق قدمها مختصين في مجال التأمين وإدارات شركات تأمين وإقتصاديون .
خارج المظلة
مقدمو الأوراق الرئيسة استعرضوا التغطيات التي يشملها التأمين والتي لا تعتبر ضمن المظلة التأمينية في ظروف الحرب
مدير قطاع العمليات الفنية بشركة شيكان الاستاذ طارق عبيد القي عبر ورقته (آثار الحرب على التأمين اسهب في تفاصيل تغطية الحرب وتحديد المفهوم الإجرائي والوظيفي للحرب وحدود التغطيات التأمينية واستثناءاتها بسبب الحرب وشروط الاستثناء والحوار الدائر بهذا الصدد.
إنحسار الثقة
اما مدير عام شركة البركة للتأمين الاستاذ آدم أحمد حسن فقد رصد الآثار الناجمة عن الحرب الدائرة الآنية و المتمثلة في انخفاض حجم الأقساط وما يلقي بظلاله على تدهور أنشطة الشركات وتوقف بعض أفرعها وروافدها عن العمل وفقدانها لرأسمالها البشري بسبب موجات النزوح فضلا عن انحسار مستويات الثقة بين حملة الوثائق والشركات وانحسار حجم تمويل الإستثمار وتناقص أقساط التأمين الطبي وانحسار أقساط التأمين على المستوى المنظور في المدى المتوسط والبعيد وضياع بيانات العملاء بالإضافة إلى رصد الآثار على مستوى زيادة التكاليف على الشركات بسبب اتساع رقعة المخاطر حتى في المناطق الآمنة لهشاشة البيئة الأمنية وزيادة تكاليف الإعادة في ظل تدهور سعر الصرف وصعوبة التغطيات الاختيارية وزيادة التحملات في المطالبات القادمة وتآكل قيمة أصول الشركات بما فيها قيمة الأصول العقارية..
منتقلاً الى حديث تفصيلي حول الآثار المتعلقة باتفاقيات إعادة التأمين والتحديات المتوقعة حيال تحويلات استحقاق المعيدين وافتقاد شركات الاعادة ذات التصنيف المتقدم مستقبلاً..
واكد آدم ان السوق السوداني في انتظاره تحديات جمة أهمها الاستغناء عن جزء من كوادره وهجرة العناصر ذات الكفاءة وتوقف أنشطة التدريب الداخلي والخارجي وانخفاض إيرادات الدولة كأكبر عميل لشركات التأمين فضلا عن العطب الذي أصاب القطاع الخاص بكل تجلياته.. .
قلة المال وليس الوعي
من جهته ابتدر النقاش نائب الرئيس المنتدب للاتحاد العالمي لشركات التكافل والتأمين الإسلامي الاستاذ صلاح الدين موسى مثمنا ما جاء بالاوراق ومؤكدا في ذات الوقت على ان التجربة العالمية متطورة إزاء قضية استثناء الحروب من تغطيات التأمين وكيف ان استثناء الحرب في التأمين البحري لم يدم طويلا بعد الحرب العالمية الثانية خوفاً على تأثير ذلك على التجارة العالمية عبر البحار مبيناً أن مشكلة احجام الناس عن التأمين ليس بسبب ضعف الوعي التأميني وإنما بسبب ضعف القدرة المالية وتأخر قضية التأمين في أولويات الصرف على مستوى الأفراد والمؤسسات..
حسن النية
من جهته تحدث نائب المدير العام لشركة إعادة التأمين الوطنية الاستاذ محمد سعيد المعتصم عن خمس تغطيات في إطار وثائق العنف السياسي منها ما نحن بصدده من أحداث ذاكراً ومذكراً بأن العقليات التي تدير الأعمال هي التي ترى وتقدر أهمية التغطيات ام لا..
أما الخبير المصرفي الدكتور عبد المنعم محمد الطيب فاستفاض حول الوعي التأميني وضرورة التبصير بقائمة الشروط والإستثناءات وعدم اخفاء الحقائق الجوهرية ومنتهى حسن النية كمبدأ ضابط للعملية التأمينية..
توصيات وموجهات
وذهب الباحث والممثل للجهاز القومي للرقابة على التامين محمد صافي الدين إلى مفصلية الوعي التأميني في الإقبال على التأمين مؤمناً على ما جاء بخصوص آثار الحرب على قطاع التأمين سيما في مسألة تآكل قيمة الأصول..
وأجمع المتداخلون حول ضرورة تبني آليات عملية لاجتياز تعقيدات المرحلة والتأمين على ما رفع من توصيات..
خلصت الورشة إلى جملة من التوصيات والمعالجات بضرورة الإقبال على ما توفره اتفاقيات الإعادة العالمية من تغطيات خاصة بالعنف السياسي والاستفادة من كل المزايا التأمينية التي تقدمها الوثائق في التجربة العالمية سيما ما يتعلق الكوارث الطبيعية التي تمثل الوجه الاخر “لحرب الطبيعة” في مقابل طبيعة الحرب التدميرية، وشهدت الورشة التي اختتمت أعمالها ببرج شيكان في حاضرة ولاية الجزيرة نقاش كثيف حول سبل معالجة الآثار المزلزلة للحرب المشتعلة في ارجاء متفرقة من البلاد؛ في قلب العاصمة وبعض مدن غرب السودان. والمسؤولين بالقطاعات الاقتصادية والخدمية؛ بما فيها قطاعي المصارف والتأمين، على ضرورة بسط مظلة الوعي التأميني على بؤر الإنتاج وريادة الأعمال وكل الفئات الفاعلة والمؤسسات والافراد.