وجه الحقيقة

إشارات * * راشد عبد الرحيم * * تفتت السودان *

*
أعلن الرئيس البرهان أنه إذا لم تحسم الحرب سريعا فإن السودان سيتفتت .
خطر تفتت السودان كان واضحا بعد أن سيطرت قحت علي السلطة و تسليمها ملف مفاوضات جوبا للسلام لقائد الدعم السريع . تلكم الأيام شهدت بروز أصوات و مبادرات لتكوين فصائل مسلحة في شمال و شرق السودان . بهذا أصبح توجه تكوين فصائل مسلحة شاملا كل البلاد بعد أن كان في دارفور فقط . السبب الجوهري في ذلك أن إستحواذ القوة و السلطة و الثروة بموجب مقررات جوبا أصبح محتكرا لما يسمونه المناطق المهمشة و التي إستثنوا منها الشمال و الشرق رغم تخلفهما الإقتصادي و التنموي . بعد الخامس عشر من أبريل الماضي رأي أهل الخرطوم الحرب و قد دهمتهم و رأي أهل الشمال و الشرق قوات التمرد و هي تحاول التسلل إليهم و سمعوا أبواقهم الإعلامية و هي تطالب ب ( بل ) الشمال .
لم يعد الأمر لأهل الخرطوم و الشمال و الشرق هو تنمية و سلطة و ثروة بل أصبحت المطالب هي تأمين الأنفس و الأموال . الذين تطوعوا لمساندة الجيش و باشروا التدريب لحمل السلاح في الحرب الحالية ضد التمرد هم أهل الشمال . لم نشهد إصطفافا خلف القوات المسلحة من شباب دارفور .
الحرب نزعت حرص أهل الشمال علي السلام الشامل في السودان إلي سلامة أنفسهم .
قامت دعوات تريد أن تنسب التمرد لبعض القبائل في دارفور هذا خطأ و يؤدي لحرب أهلية . الكثيرون من أهلنا في دارفور ضد التمرد و مع وحدة السودان و لكن تحركهم لإخراج أبنائهم من صفوف الدعم السريع لم يكن بحجم الحرب . و كان دون التوقع و هم يرون أهل الخرطوم يقتلون و تسبي نساؤهم و تباع في دارفور و ليس في الخرطوم . هل تريدون من أهل الخرطوم أن يصمتوا خانعين حتي تعود لهم تاتشرات التمرد مرة أخري من تخوم دارفور ؟
أهل الخرطوم و الشمال و الشرق ليسوا جبناء بل حريصون علي سلامة السودان كله .
الأمر خطير و يحتاج لمعالجات قوية و صريحة و شفافة حتي يعود السودان آمنا يعيش كل أبنائه في سلام و محبة .