وجه الحقيقة

نبض للوطن/ أحمد يوسف التاي/ بالملايين قلنا…لا للحرب

(1)
“لا للحرب”، شعار لايرفعه إلا العقلاء، ودعوة لاتصدر إلا عن الحكماء، وموقف لا يستمسك به إلا نبيل حليم خبر ويلات الحرب، ومأساتها وأوجاعها وآلامها التي لاتنقضي..
أقول ذلك ببساطة لأن الحرب فعل كريه ينفر منه الوجدان السليم، وتأباه النفس السوية، ويبغضه القلب الرحيم، ويمقته الرأي السديد، خاصة إذا كان من سيكون وقودها هم مواطنين أبرياء عُزّل لاحول لهم ولاقوة، وخاصة إذا كان ضحاياها الذين يدفعون ثمنها وحدهم هم الاطفال والنساء والعجزة والمرضى المغلوب على أمرهم من الذين لايستطيعون حيلة ولايهتدون سبيلا، وخاصة إذاكانت هناك خيارات غير الحرب قبل نشوبها.. الموتورون يتساءلون في غباء:ماهو تصورك لوقف الحرب؟..ونقول اتفقوا معنا أولا على المبدأ، ثم اسألوا عن التصور…
(2)
أقول ذلك لأن وقف نزيف الدم والمعاناة، والاغتصاب والقتل وكل السوءات والآلام لابد أن تمر عبر محطة وقف الحرب أولا…
محاسبة القتلة والمغتصبين وكل المتورطين في إشعال الحرب لابد أن تمر عبر محطة وقف الحرب أولا…
جبر الضرر وتعويض الضحايا ، وإعادة ما دمرته الحرب لابد أن يمر عبر محطة وقف الحرب أولا، ألم أقل أن وقف الحرب أولا، هي الدعوة العقلانية، والموقف السليم …
(3)
منذ نشوب الحرب كانت دعوتنا وشعارنا هي وقف الحرب لما نعلم يقينا من ويلاتها وتدميرها لكل مقدرات الوطن وإنهاكه وتبديد موارده، وإهلاك حرثه ونسله والقضاء على أخضره ويابسه، وفتح الطريق أمام الجواسيس والعملاء والتدخلات الأجنبية وتحويل أرض الوطن الى ساحة مستباحة لسباق المخابرات الدولية..
(4)
إذا كانت أطراف الصراع تتحلى بقليل من الحكمة ومواصفات رجال الدولة، ماكانت هذه الحرب لتشتعل اصلا، وماكان للدمار ان يصل إلى هذا الحد، إذ كان بالإمكان إطفاء الشرارة في مهدها من أيهم كانت سواء أكانت مليشيا الدعم السريع او (الكيزان) فالديمقراطية ليست بحاجة إلى حرب تُغصب فيها النساء، وتلحق بالأسر كل هذه الانتهاكات والفظائع اولوحشية، والتلكوء في التوقيع على (الإطاري) ما كان يستلزم حربا بهذا الدمار الشامل،و الإفلات من المحاسبة على أي جريمة ماكان يستدعي كل هذا الثمن الباهظ، ولا الرغبة في استعادة كرسي زائل ماكانت تحتم كل الذي حدث ويحدث
..ألم نقل من قبل أن مبررات الحرب لم تكن حتمية ابدا، وكان بالإمكان تجاوز تلك الخلافات بالحوار والتفاوض لتجنب هذا الدمار الشامل…لكن لم يحدث ذلك مما قد يرجح وجود أجندة وأطماع أخرى اكبر من الخلافات، واكبر من والاطاري، واكبر من كل المبررات الوهمية التي سيقت لتبرير الحرب…
…اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة اخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.