وجه الحقيقة

حرب الخرطوم تدخل المطبخ والسودانيون يستنجدون بوجبات بديلة

أجبر الضغط المعيشي وظروف الحرب السودانيين على البحث عن بدائل ملائمة من حيث الثمن والنوع لمواجهة الأزمة الاقتصادية وشح الأموال بسبب توقف الأعمال اليومية وعدم صرف رواتب العاملين بالقطاعين العام والخاص لأكثر من ستة أشهر.ودفع الغلاء كثير من المواطنين للعودة إلى الوجبات الخفيفة وزهيدة الثمن بعد أن دخلت الحرب المطبخ السوداني واصابته في مقتل.

وجبات الحرب
إزاء هذا الوضع لجأ كثيرون إلى وجبات خفيفة وزهيدة الثمن ومتوفرة المواد لتناولها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الآلاف.

وامتلأت شوارع مدن سودانية مثل ود مدني بولاية الجزيرة وعطبرة في الشمال وكوستي في الوسط وبورتسودان في الشرق بالأكلات الشعبية مثل (الباكمبا) و(العدسية) و (المنقة بالشطة) والتبش، بينما ظل جمهورها يزداد باستمرار، في مشهد اعتبره كثيرون واحدا من تجليات الحالة الاقتصادية المتردية للبلاد.

تكاليف قليلة
تقول زينب عمر أن “هذه الأكلات تمتاز بالبساطة وقلة التكلفة، حيث تُصنع من المواد المحلية، فـ”الباكمبا” هي عبارة عن قمح منزوع القشرة يتم سلقه بالماء والملح والسكر، وتضاف إليه طحينة السمسم وبعض السمن أو زيت الفول السوداني.

وتضيف : على رغم من ندرة المواد الغذائية إلا أن منتجات هذه الأكلات متوفرة في الأسواق، لكن هناك ارتفاع في الأسعار.

وتابعت : نظراً لارتفاع أسعار الوجبات في المطاعم والكافتريات اتجه كثيرون إلى تناول الباكمبا والعدسية والمنقة بالشطة والشعيرية بالطحنية والأرز باللبن.

وأشارت زينب إلى أن أسعار هذه الوجبات زهيدة للغاية تبدأ من 500 جنيه وتصل إلى 1300 جنيهاً، وبات بمقدور كل شخص لا يملك المال أن يتناول هذه الوجبات.

وأكدت أن هناك أسر، خصوصا النازحين، يطلبون وجبات (دليفري) تقوم بإعدادها وتوصيلها لهم. وبشأن نوعية زبائنها، ولفتت إلى أن أكثر مرتادي مكانها لتناول العدسية والباكمبا هم شرائح مثقفة وطلاب وأطباء وقانونين وغيرهم.

بدائل شعبية
ومع استمرار الحرب اضطر آلاف المواطنين وفي ظل الضغط المعيشي إلى البحث عن بدائل ملائمة من حيث الثمن والنوع.

تقول سميرة بشير – ربة منزل : “دفعتنا الندرة والغلاء إلى البحث عن بدائل شعبية مثل “القراصة” و”المديدة” اللتان تحضران في المنزل بجانب “العصيدة”، لتقينا شر الوقوف ساعات طويلة في طوابير الخبز.

وأضافت : لجأنا إلى خيارات بديلة مثل “القراصة” التي تصنع منزلياً إلى جانب توفر “الويكة”، وحلت المكرونة كوجبة رئيسية بالإضافة إلى الأُرز والعدس والعصيدة والمديدة وسلطة الطماطم والكسرة المصنوعة من دقيق الزرة.