وجه الحقيقة

*راني (جزار) من طراز مختلف*

كريمة : الحياة اليوم
يعتبر راني عثمان شريف صاحب أشهر جزارة في سوق مدينة كريمة بالولاية الشمالية وترجع الشهرة التي اكتسبها (راني) للتعامل الراقي مع الزبائن فتجده يولي الزبون اهتماما كبيرا ويلبي طلباتة بكل أريحية ويستمع الي طلبه في اختيار الجزء من اللحمة التي يفضلها هذا بالإضافة الي جودة اللحوم التي تلاحظها وهي معلقة خارج المحل من حيث الجودة وكونها طازجة فاللحوم لا تكمث فترات طويلة وأنها تباع بسرعة بالإضافة الي اهتمامة بالنظافة في المحل وخارجه بل ويدفع من جيبه الخاص لنظافة (السوق) من حوله ولا ينتظر الاخرين للمساهمة معه .
بالرغم من ازدحام الزبائن في (الملحمة) أو الجزارة كما يحلوا لأهل المنطقة تسميتها لا تجد اي تزمر أو شكوي فالجميع يعرف انه سيحصل علي اللحمة التي يريدها من (راني) ومساعده .
ايضا يتعامل (راني) مع زبائنه القدامي والجدد من غير تفرقة و بثقة عالية مما اكسبه مزيد من الناس فالكثير من الذين وفدوا الي كريمة بسبب الحرب اصبحوا زبائن مداومين لديه فكثير ما تخرج الشبكة عن خدمة (بنكك) فتجده يعطيهم ويقول لهم حول لم الشبكة ترجع أو احضرها (كاش) عندما تأتي المرة القادمة وهذا التعامل قد لا تجده عند اي احد في هذا الزمان كل هذا التعامل والابتسامة التي لا تفارقه جعلته اقل ما يمكن ان نوصفه بأنه (جزار) بدرجة(وزير ).
فما احوجنا لان يكون هكذا تعملنا في الأسواق من جميع التجار وأن نتذكر حديث الرسول صلي الله عليه وسلم
«رحِم الله رَجُلا سَمْحَا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقْتَضَى».
فمعنى الحديث: “رحِم الله رَجُلاً” هذا دعاء بالرحمة لكل من اتصف بالسماحة في بيعه وشرائه واقتضائه الثمن، أي أخذ الديون، سواء كان رجلاً أو امرأة، “سَمْحاً إذا باع” أي: سهلاً في بيعه، فلا يشدد على المشتري في سعرها، بل ويضع عنه من ثمنها، وفي رواية عند أحمد والنسائي من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه : (أدخل الله عز وجل الجنة رجلاً كان سهلاً مشترياً وبائعاً..). “وإذا اشترى” أي: سهلاً إذا اشترى، فلا يجادل ولا يماكس في سعرها، بل يكون سهلاً مسامحاً. “وإذا اقْتَضَى” أي: يكون سمحاً سهلاً حال طلب دَيْنِه من غريمه، فيطلبه بالرفق واللطف لا بالعنف. وفي رواية عند ابن حبان، من حديث جابر رضي الله عنه زيادة: (سمحاً إذا قضى) أي: سمحاً سهلاً حال قضاء الديون التي عليه، فلا يماطل ولا يتهرب مما عليه من الحقوق، بل يقضيها بسهولة وطيب نفس. فهؤلاء الأصناف الأربعة دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة متى كانوا متسامحين في بيعهم وشرائهم وقضاء ما عليهم واقتضاء ما لهم من ديون على غيرهم.