محمد البحارى يكتب../ الدهاريب/ الخرطوم عصية عليكم

عندما بدأ المتمردين هذه الحرب ظنوا وفى مخيلتهم الخاوية إلا من الحقد والنهب والسلب أنهم يستطيعون إسقاط الخرطوم المدينة البريئة ويستطيعون سلب شرفها المحروس بدماء الشرفاء والمخلصين فأصبحت أمانيهم أضغاث أحلام إندثرت وتبعثرت وأصبحت هشيما تذروه الرياح وذلك بفضل الله ثم المخلصين ..

ظنوها لقمة سائغة تملأ بطونهم المليئة بطعام السحت والسرقة والنهب والسلب لكنهم وجدوها أمر من الحنظل وقفت لهم فى حلوقهم الملتهبة من أكل أموال الضعفاء والمساكين والمظلومين ..

ظنوها تلة من الرمل على شاطئ طموحاتهم العنصرية البغيضة وخبثهم الذى يزكم الأنوف برائحته النتنه ولكنهم وجدوها صخرة صلدة صدت أمواجهم الهائجة وأعادتها إليهم حسرات..

إستمعت لأحد مستشارى (الدعم الصريع) وهو يتحدث لإحدى القنوات الفضائية عن الحرب فى الخرطوم وهو يقول أنه عندما كانت الطائرات تضرب (إقليم دارفور) كان سكان الخرطوم يحضرون برنامج (أغانى وأغانى ) نعم يحضرون برنامج (أغانى وأغانى) لأنه ليس من ثقافتهم أن تحتفى الحكامة (أم قرون) بمن يسرقون وينهبون أموال الناس من مصوغات ذهبية وعربات ومدخرات لكن ثقافتهم قامت على ( أخو البنات) و (عشا البايتات) و (شيال التقيلة) و( رباى اليتامى) و ( دخرى الحوبه)

يسمعون (أغانى وأغانى ) ويسمعون فيها كابلى ( خال فاطنة ومتين ياعلى تكبر تشيل حملى والجنزير فى النجوم ) ويسمعون كبوشية وهو يغنى ( دابى السار الرسا) ويسمعون (خلف الله حمد) وهو يغنى (الكنداكة / سيد القدح البجر سيد الساقية البتخر) ويسمعون( ياعصار المفازة اللعيون كتاح المال مابهمك هوى إن كتر وإن راح)..

وتربوا على تراثيات وشعبيات تحض على الكرم والشهامة
(بوصيكم على البيت الكبير أبنوا
بوصيكم على السيف السنين أسعوا
وبوصيكم على الفايت الحدود وأسوا
وبوصيكم على الجار إن وقع شيلوا
وبوصيكم على الولد اليتيم ربوا
بوصيكم على ضيف الهجوع عشوا)

يامستشارى (الدعم الصريع) و المدنية والديمقراطية الكذابين لا توقعوا بين أبناء (الشريط النيلى) كما تقولون وبين إخوتهم أبناء (إقليم دارفور) فهم يتشاركون معهم الماء والكلأ والنار فى (ولاية الجزيرة) ويقتسمون معهم (الذهب) فى (ولاية نهر النيل) و(الشمالية) .