وجه الحقيقة

كل الحقيقة/ عابدسيداحمد/ اعفوا والى الخرطوم واجزلوا الشكر لهؤلاء !!

قال احد الظرفاء فى جلسة ضمت عدد من الزملاء لوكنت مكان الرئيس البرهان لسارعت عقب إعلان انتهاء الحرب باعفاء والى الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان من منصه و تعيينه سفيرا فى السويد أو سويسرا او أى بلد اخر تمشى الرفاهيه فى طرقاتها ويعيش اهلها جميعا حياة الملوك أمنا ورخاءا واستقرارا حتى يستقر الرجل نفسيا وجسديا وذهنيا بعد تحمله خلال فترة الحرب مالاتحتمله الجبال فبلغ من المعاناة والصبر والرهق والسهر منتهاها فلم يتمالك مع مرور الأيام فانفجر باكيا على حال الناس ومعاناتهم …المشهد الحقيقى الذى نقلته لنا الكاميرات … ويالها من معاناه انه يمشى يوميا فى طرقات تتناثر فيها جثث المليشيا هنا وهناك ولايخفت صوت الرصاص.. يمشى ليتفقد مواطنى ولايته فى احيائهم المحررة ….. والى الرصاص والدانات من حوله لعام كامل وكل هذا يعيشه ويشاهده كل يوم وماعاشه هو عاش مثله الذين بقوا فى الخرطوم والاخرين الذين تاخروا فى الخروج منها ولكل منهم حكايات الف ليلة وليلة ولكل فى لياليه ما يشيب الراس من ممارسات الجنجويد اللانسانية مع المواطنين العزل بلا رحمة ومن بين القابضين على جمر الصمود هناك وحتى الان نجوم كبار رفضوا المغادرة منهم شاعرنا المبدع الذى كتب الكثير من الروائع والدرر الهرم الاستاذ مختار دفع الله صاحب أغنية:
ياشدر بلدى وبيوتا
يا ربيع ماهان عليه
يمر بساحاتنا ويفوتا
التى تغنى بها الهرم صلاح مصطفى والتى من مقاطعها (مانى خايف مانى خايف) ومثل مختار صمد الهرم الكبير الاستاذ التجانى حاج موسى شلال الابداع السوداني والذى من أغانيه :
يا وطن بالعزة حافل وافتخربيك فى المحافل
وازرعك ورد وسنابل
ياوطن عارفك مناضل
والبخونك يبقى هازل
يبقى مكتول ويبقى كاتل
ومن الصامدين هرمنا الكبير كمال ترباس وألفنان عوض الكريم عبدالله والموسيقار عبدالماجد خليفه واخرين كثر أما الهرم الكبير د. عبد القادر سالم ومخرج الروائع الأستاذ شكر الله خلف الله والصحفى الكبير والمعروف الأستاذ يوسف عبد المنان فقد التقيناهم بعد عام من صمودهم فى ام درمان فى زيارة خاطفه لهم لبورتسودان وراينا كيف غيرت اثار الحرب حتى فى ملامحهم و روا لنا الكثير المثير الفظيع من تلك الاشهر الصعبه والمريرة قبل تحرير ام درمان وبرغم ذلك رفضوا البقاء فى بورتسودان وسارعوا بالعودة لا مدرمان ليبقوا هناك مع من عاشوا معهم احلك الأيام واعقد الظروف كما ان هناك عدد من الزملاء الصحفيين والاعلاميين تمسكوا بالبقاء واختاروا الصمود على راسهم الصحفى الكبير الوفى الأستاذ عمر الجاك أما الاستاذ عاصم البلال الطيب رئيس تحرير اخبار اليوم و الذى بقى هناك7 أشهر صامدا رافضا المغادرة برغم الرصاص الذى لايغيب عن نوافذ غرفته يوما ورغم صعوبة الحصول مياه الشرب وووو .. لم يغادر الا بعد شعوره بوصول الاهانة قمتها يوم اعتداء صبية من المليشيا فى عمر ابنائه عليه بالضرب فالتحية لكل الصامدين من حكومة الولاية الوالى ووزرائه الثلاثة الذين بقوا معه والمواطنين ورفقاء الكلمة والحرف وكل اهل الابداع الصامدين و قبلهم التحية نسوقها لجنودنا البواسل المدافعين عن الأرض والعرض فلولاهم ولولا صمود المواطنين بجانبهم لتمكن الجنجويد والمرتزقة من كل شبر فى الخرطوم محققين التغيير الذى كانوا يحلمون به بتغيير التركيبة السكانية وإلاقامة فى بيوتنا بعد ان نهبوا كل ماامتلكناه بعرق العمر .. فشكرا لكل الصامدين ولهم نقول غد تشرق شمس الخلاص و ليل الظلم لن يطول