وجه الحقيقة

*كل الحقيقة *عركى ..بين الحب والوجع الخرافى !!

عابد سيد احمد

اى حب هذا الذى يدفع فنان كبير مثل د. عبدالقادر سالم ومخرج تلفزيونى معروف مثل شكر الله خلف الله للمغامرة بحياتهما والوصول الى منزل الفنان ابوعركى البخيت فى ظل تعقيدات أمنية صعبة ومخاوف ابدتها السلطات من اعتداء قناص عليهما فى طريقهما ولكنهما اصرا ووصلا اليه لمعرفة احواله بعد عام كامل امضاه عركى بمنزله لم يبرحه لا لشئ غير حبه الكبير للدار التى جمعته بملكة قلبه التى غادرتها بلا رجعة تاركة فيها له كل ذكرياتهم الجميلة اما حب عبد القادر وشكرالله العميق لعركى والذى عتقته السنوات ومواقف الحياة المشتركة بينهم فقد كان هو الدافع للمغامرة و الثلاثة بينهم قواسم مشتركة كثيرة عمقت علاقتهم وجعلتهم كل يتمسك بالبقاء فى منزله طوال الحرب ولم يغادره والاختلاف ان عركى بقى فى منطقة عمليات لم تنقطع ومنطقه يصعب الوصول اليه فيها … وعركى الانسان عندما تقترب منه لا تملك الا ان تحبه جدا وتجده بجانبك فى السراء والضراء فى تواضع مدهش يجعلك بالمقابل تشاطره أحزانه وافراحه المهم ان د. عبد القادر وشكرالله ذهبا اليه وسط كل مهددات القناصين وتوقعات الاصابة بالدانات ويومها و فى لحظة الوصول زرفت الدموع وسالت المشاعر جداول ومعلوم ان عركى عندما أصرت اسرته فى بداية الحرب على خروجه الى مكان امن رفض بحجة انه لن يغادر و يترك شقى عمر د. عفاف شريكة حياته التى اغتربت وعانت وماتت هناك وفعلت كل ذلك لتوفر لاسرتها كل شئ وانه لن يسمح بماتركته لهم بعد رحيلها ليسرق وينهب …عركى زول مبادئ لايتزحرح عنها ومثلما غنى فى عينيك دنيا غربيه ففى حياته كثير من الاشياء التى يصعب الجمع بينها… فعركى الذى يصارع الحكومات عندما يحس بانها اهملت الفئات الفقيرة بتقديراته نجده يزرف الدموع بغزارة بجانب طفل فقد أمه أو وجده باكيا لحرمانه من احتياجات يطلبها ولم تستطع اسرته توفيرها لضيق ذات اليد وهو رجل مثالى يوقف سيارته ليميط الاذى عن الطريق ويعيش حياة تقشف الصوفية رافضا حتى امتطاء سيارة فارهة فى وقت يتنافس فيه المغنيين الصغار على الموديلات الجديدة و لو ارادها عركى لامتلكها بفنه وجمهوره الكبير فعركى فنان صمد مع تغير الأجيال بل ظل جمهوره فى تزايد ومن ميزات عركى الذى عرفته عن قرب انه لايصنف الناس فى تعاملاته الإنسانية بانتمائتهم السياسية ويفتح قلبه للكل بعيدا عن السياسة أما عركى المحب فهذه قصة اخرى واسطورة زمان فحب عركى للدكتورة عفاف الصادق حمد النيل قصة حب سرمديه ظل يكبر باستمرار فى حياة عفاف ولم ينقطع تمدده بعد رحيلها فعركى حتى الان وبرغم رحيلها قبل سنوات لايغيب عن قبرها و يذهب الى هناك باستمرار ليزرف الدموع عليه ويجزل الدعوات .. انها علاقة سنوات طويله اثمرت حبا صار مثالا كما انتجت بنين وبنات يشار اليهم فى كل الجوانب بالبنان فهم ابناء الحب و الذي يعيشون به بين الناس وينثرونه و مثلما كانت عفاف رفيقة دربه الفنى التى ساندته ليقفز عاليا فى مجاله الفنى و كتبت له بشاعريتها المتفردة من معزتك انت لى وفى عينيك دنيا غريبه وتعالوا نغنى وغيرها من الدرر و كانت وراء صموده بالساحه مع تقلبات الحياة كان عركى سندا لها ايضا فى النجاح فى مجالاتها بالوقوف بجانبها حتى نالت درجة الدكتوراة وتبوأت العديدة من المناصب القيادية بالاذاعة السودانية وغيرها وساندها عندما وجدت فرصة الهجرة لتحسين الاوضاع وملا فراغها بالبيت مع ابنائه ومثلما ارتبط عركى بالنجاحات فى مجاله ارتبطت عفاف بالنجاحات والتميز فى مجالاتها فقد كانت الاذاعية المتفرده والشاعرة المميزة والاستاذه الجامعيه التى ظلت تتنافس عليها الجامعات بالداخل والخارج ومثلما ظل عركي عاليا فى جوانبه الإنسانية كانت عفاف محل محبة الجميع والظل الذى يلجا اليه الغلابة والمحتاجين واصحاب المشكلات الاجتماعية ومايزال عركى حبيسا لهذا الماضى الجميل ويذكر آخر رسالة كتبتها فى الفيس فى عيد زواجهما قبل الرحيل حيث كتبت (الشكر لله على نعمة عركى وتحدثت عن أيام العمر الجميلة التى وهبها لها ) و رد عليها هو بقصيدة حب عميقة فعركى وعفاف من يقترب منهما يحس بانه فى عالم تانى عالم مثالى عامر بالحب لذلك لم تك غريبه هذه النجاحات ولا مغامرة زملاء بحياتهم للوصول إليه ولا ان يفور عركى بالمركز الاول فى مهرجان دمشق للأغنية العربية فى العام 1967 باغنية بخاف ولا ان يكتب له الفنان عبد الكريم الكابلى مرسال الشوق ليغنيها هو ولا ان يبدا انتاجه الفنى باغنية من كلمات فضل الله محمد والحان الموسيقار محمد الامين ولا ان يشكلا قصة حب خرافية أو يعيش هو الوجع الخرافى الذى يعيشه حاليا بعد فقدها لها الرحمة وله طول العمر

حاشية :
من يتفق مع عركى فى مواقفه لايملك اذا اقترب منه إلا ان يحترمه ويحبه لانسانيته الرفيعة فهو (زول) نادر مثلما بفنه قادر على ان يحافظ على جمهوره ويزيد وهذه من نعم الله على عركى الانسان والفنان