وجه الحقيقة

كل الحقيقة/ عابد سيد احمد_ وملأت الفراغ الفقاقيع !!

فى الوقت الذى كان فيه أغلب الشعراء العرب يحلمون بها ويتمنونها .. وهى تستعصى …نجح شاعرنا الهادى آدم فى ان يحول الحلم الى حقيقة بجعله سيدة الغناء العربى ام كلثوم تغنى له قصيدته (اغدا القاك) و وبتلحين الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب ثم غنتها و بالثوب السوداني ( كمان )و بالمسرح القومى بام درمان … لتنتشر بعد ذلك الاغنية ويشتهر شاعرها السودانى وسط محبى كوكب الشرق فى كل الارجاءفإستطعنا عبر الهادى ان نخرج من محليتنا ليتغنى مع ام كلثوم بما كتبنا كل عالمنا العربى وهكذا كنا فى الماضى مع الكبار ولا نرضى بالدونية وهكذا فعلها ابوعركى البخيت فى مشاركته فى مسابقة مهرجان الأغنية العربية فى دمشق فى عام 1976 بفوزه بالمركز الاول فى المهرجان باغنية بخاف أما الفنان عبد الكريم الكابلى له الرحمة لم يتهيب فى حياته تلحين أغنية اراك عصى الدمع للحمدانى برغم سماع الناس لها بصوت ام كلثوم … لحنها ثم تغنى بها فى مهرجان القاهرة فى عقر دار سيدة الغناء العربى وبحضور عدد من النقاد المصريين الذين اندهشوا اثناء ادائه للاغنية من انتقاله من اللحن الحزين الذى بدا به الأغنية الى لحن راقص عندما وصل الى مقطع قلت كما شاءت وشاء لها الهوى ليلتفوا حوله بعد انتهائه من الأغنية و يسالونه عن مفارقة وجود لحنين لاغنية واحدة فانبهروا عندماقال لهم إننى عايشت النص وعندما وصلت الى مقطع قلت كما شاءت شعرت بان الشاعر لم يك جادا هنا فيما يقول وان كلامه كان من طرف لسانه فتعاملت معه بلحن راقص أما الموسيقار محمد الامين له الرحمة فانه عندما لاحظ فى اسبوع السودان بالدوحة القطرية ان الحضور من الخليجيين غير منفعلين معه طلب من فرقته ان تعزف له الأغنية الخليجية الشهيرة ياناعم العود ياسيد الملاح ياناعس الطرف ارحم حالتى وغناها بقدراته الصوتية والادائية العالية فخلع الخليجيون عقالاتهم وصعدوا للمسرح وامسك احدهم بالمايك عقب انتهاء الاغنية ليقول (والله بتغنيها أفضل من صاحبها ) أما المربد العربى السنوى بالعراق فى زمانه فقد كان فرسانه الكبار هم شعراء السودان والذين من بينهم استاذنا سيف الدين الدسوقى له الرحمة كما كان البروف على شمو من ينشئ إذاعات الخليج …اما اذاعة البي بى سى التى كانت تملا الدنيا وتشغل الناس كان أغلب نجومها من السودانيين الذين يعتزون بوطنيتهم وعندما قال ايوب صديق بالخطأ عبراثيرها (هنا ام درمان) لم (يتلجلج) بل استدرك بقوله وطنى لو شغلت بالخلد عنه نازعتنى اليه فى الخلد نفسى ففى الماضى كنا نعرف كيف نقدم انفسنا للاخرين فى ندية عالية ونشكل الحضور بثقة كبيرة ونعتز بوطنيتنا ولا نفعل إلا مايرفع راس السودان وهذه الثقة وهذا الاعتزاز كان فى كل المجالات ففى السياسة مثلا كان الرئيس النميرى يرفض ان يستقبله فى اية دولة من دول العالم من هو دون رئيسها أو ملكها وكان يعود بطائرته ان لم يتم استقباله بهذا المستوى فى كل بلاد الدنيا الشئ الذى جعل الرؤساء والملوك يلتزمون باستقباله فى المطار وكذلك الرئيس الازهرى كان له موقفا قويا ومشرفا فى قمة باندونج يوم أن ثار زعيم عربى كبير ضد دخوله قاعة المؤتمر فأخرج منديله وكتب عليه السودان …

أما الان فان كل مغنيينا يخرجون من السودان لا ليغنوا للعالم العربى ويعبروا عنا ويؤكدوا وجودنا بل ليغنوا للسودانيين المغتربين هناك ويجمعوا الدرهم والريال فليس بينهم من يتجرا لينافس الاخرين .. بقناعة ان السودان يجب ان يكون حاضرا وبقوة بالخارج أما المغنيات فان اغلبهن للاسف يعوضن ضعف مايقدمن من غناء برقصهن واظهار البراعة فى عرض مفاتنهن وفى كل ظروف وطننا والشعراء فى غياب باستثناء روضة الحاج التى تشكل الحضور وحدها هنا وهناك فى المنابر الشعرية العربية أما فرقنا الرياضية فهذه استسلمت لعقدة انها ليست فرق بطولات وبهذه العقدة صارت كلما اقتربت من النهائيات تمت هزيمتها أو هزمت نفسها وكل محترفينا اعيدونا الينا وكذلك بعثاتنا الدبلوماسية بها حياء غريب يجعل ليس من بينها من يتحدث لاجهزة الاعلام الاقليمية والدولية عن أى شئ بالسودان .. انهم لايدافعون ولايبشرون اويعرفون ..ويكتفون بالعمل المكتبى اليومى واما رهط قحت فانهم لوطنهم ومواقفهم يبيعون دون ان يرمش لهم جفنا ولايستحون ولك الله ياوطن النجوم ورحمة الله لك عميد الفن أحمد المصطفى فقد تغير مفهوم النجومية فى كل المجالات واختلفت وسائلها والياتها وملات الفراغ الفقاقيع