وجه الحقيقة

كل الحقيقة / عابد سيد احمد / تلفزيون السودان .. الحال وعجز المقال

صحيح ان تلفزيوننا القومى قد سبق الكثير جدا من تلفزيونات المنطقتين العربية والافريقية فى تأسيسه وانطلاقته

.. وصحيح ان الدولة لم تقصر فى ان تجعله التلفزيون الوحيد من بين كل قنواتنا السودانية التلفزيونية خاصة كانت او حكومية ولائية هو الذى يصل كل ارجاء العالم وعلى 6 أقمار وهذا مالايتوفر لقنواتنا الاخرى التى لايتعدى بثها السودان والخليج العربى وبعض افريقيا بينما تعجز عن الوصول مثله الى امريكا واوربا وغيرها لمحدودية بث اقمار نايل سات و عرب سات التى عليها قنواتنا الاخرى..

وصحيح ان الدولة وفى ظل كل الظروف ظلت ملتزمة بسداد العملات الصعبة لهذه الاقمار الكثيرة التى توصل تلفزيون السودان لكل العالم

أما الحقيقة المرة والمحزنة والصورة المقلوبة ان هذا الدفع السخى للاقمار الاجنبية شهريا لتوصل تلفزيون السودان لكل العالم لايقابله بالداخل دفع سخى لتسيير عمل التلفزيون و لانتاج البرامج التى نريد ان يشاهدها العالم الذى وصلناه

لتبقى الحقيقة التى لايختلف حولها إثنان ان المحتوى والشكل فى تلفزيون السودان فقير جدا وان الفرق ليس كبيرا بين حاله وصورته عندما كان ارضيا وبعد ان تحول الى فضائي والسبب اننا ندفع الكثير من المال للوصول للعالم ولا ندفع للانتاج البرامجى الذى يشاهده الناس هناك والذى يحتاج الى كادر مميز وديكور وضيوف و و و والان وفى زمان الحرب والذى نحن احوج فيه الى تلفزيون رسمى يمشى على قدمين بقوة ليصل كل مكان ناقلا الحقائق على أرض الواقع ويكون مؤثرا ومصدرا للعالم فى الأخبار جعلناه كسيح الحركة مع سبق الاصرار وناتى بلا حياء بقناة الحدث القناة ذات الاجندة لتنقل نبض الحياة وتطبيعها فى ام درمان وغيرها من المناطق بدلا من تلفزيوننا الرسمى

ان مشكلة دولتنا انها تسير على غير هدى فى الاعلام فى زمان نجد فيه امريكا بكل قوتها لاتحرك اساطيلها الحربية أو جنديا واحدا من جنودها لاي مكان قبل ان تهيئ الراى العام لذلك عبر الاعلام فالاعلام الان صار هو الاهم فى الحروب وغيرها

والمدهش انه مع ذلك يقفز كل حين مسئول هنا وهناك ليقول ان الاعلام مقصر عن دوره دون ان يسأل نفسه ماذا قدمت له الدولة لتحاسبه

ومعلوم ان عافية الاعلام فى أى بلد بوجود قيادات ماهرة ومقتدرة لاجهزته وسياسات ومال فهل هذه وفرناها جميعها لنحاسبه … بالقطع لا

فعلينا اعادة النظر فى كل مايخص الاعلام ..فقد اخطانا من قبل عندما إنشانا قناة الشروق مع قناة السودان فى وقت كانت فيه القناة الرسمية تعانى ماليا .. وجعلنا الشروق تنطلق من الخارج لتكون قناة اخبارية منافسة لقنوات العالم العربى الاخبارية الاخرى وجئنا لها بوجوه وعقول مختارة من الداخل ومن العالم العربى من حولنا بمبالغ مالية كبيرة ولكننا فى ظل التخبط سرعان مااعدنا القناة للداخل لتنافس السودان والنيل الأزرق والخرطوم فى برامج المنوعات فلم نكسبها قناة اخبارية مؤثرة ولا دعمنا باموالها تلفزيون السودان ليشمخ ..

ان تلفزيون سيظل يعانى فى ظل هذا الإهمال الحكومى له وهو يعمل حاليا فى بورتسودان وفى ظل الحرب فى بيئة عمل صعبة و بعدد محدود جدا من الكوادر وبامكانيات معدومة جعلت كل من يتقدم للعمل معه من اصحاب القدرات الرفيعة يتم الإعتذار لهم بحجة (مافى قروش) ..فاصلحوا ن الصورة أيها السادة

اننا جميعا نريد ان يكون لنا تلفزيونا رسميا فاعلا ومؤثرا وبحجم تطلعاتنا ورغبتنا وهذا لن يكون مالم يتغير الفهم الحكومى الحالى فى التعامل مع الاعلام عموما ومع تلفزيوننا الرسمى خاصة