وجه الحقيقة

كباشي في دول الساحل .هل تصلح الدبلوماسية ما افسدته الحرب؟

تقرير :هويدا حمزة

صدق من قال أنه ليس في السياسة صديق دائم أو عدو دائم فالسياسة هي فن الممكن وهي لعبة المصالح..هذا النموذج للعلاقات متوفر بكثرة في الحالة السودانية خاصة في ظل ظروف الحرب الحالية ،مثلا بينما كانت النيجر داعم للحرب بداية من محمد بازوم المخلوع وكذلك مالي بينما تشاد كانت في كفة الجيش السوداني انقلبت الآية الآن لتصبح تشاد من اعداء اليوم الداعمين للمليشيا بينما أصبحت النيجر من الدول الصديقة أو الحليفة وليس ادل على ذلك من زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق ركن شمس الدين الكباشي لبوماكو عاصمة مالي ثم نيامي عاصمة النيجر وإستقباله من قبل رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن النيجري عبدالرحمن تشاني بالقصر الرئاسي.

  1. وحسب الأخبار المتداولة فقد استقبل رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن الجنرال عبد الرحمن تشاني بالقصر الرئاسي بالعاصمة نيامي عضو مجلس السيادة نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي وقدم عضو مجلس السيادة تنويرا حول الوضع في السودان وممارسات وانتهاكات المليشيا الإرهابية المتمردة و الدول الداعمة لها.وبحث اللقاء التحديات المشتركة في المنطقة والمتمثلة في الإرهاب والجريمة المنظمة التي يمتد نشاطها من منطقة الساحل إلى السودان .
    وأقر الجانبان بتشابه التحديات التي تواجه السودان ومنطقة الساحل وضرورة تنسيق المواقف علي مستوي المنظمات الإقليمية والدولية خاصة في القارة الأفريقية للتصدي لها.
    وأوضح الرئيس تشاني أنه يتابع ما يجري في السودان باهتمام كبير ويتألم لما يتعرض له السودانيين من انتهاكات معربا عن أمله في أن يستعيد السودان استقراره قريبا ويعود قويا باعتبار أن ذلك يصب في مصلحة النيجر ودول الساحل .وأكد
    وأكد تشاني استعداد النيجر للتعاون مع السودان لمواجهة التحديات المشتركة والاستهداف الذي يتعرض له البلدان.
    وأعرب عن شكر بلاده علي المبادرة التي تقدم بها السودان لفتح قنوات التواصل والتعاون، وتم الاتفاق على أن يتم ذلك عبر الأجهزة الرسمية في البلدين.
    وأكد رئيس النيجر أنه لن يدخر جهدا في العمل علي اعادة المنهوبات التي أُدخلت إلي النيجر مشيرا إلي تكوين آلية لحصر وتوقيف المركبات التي تدخل إلي أراضي النيجر وسيتم إخطار سفارة السودان في النيجر بالأمر.
    انتهى الخبر

الزياره في هذا التوقيت وصفت بانها تفكير خارج الصندوق اذا ما وضعنا في الإعتبار ان السودان ظل ولفتره طويلة بعيد عن محيطه الأفريقي وبصفه خاصه غرب أفريقيا وحسب مختصين في الشأن الإفريقي من شأن هذه الزياره أن تضع الأمور في نصابها الصحيح اذا ما وضعنا في الاعتبار مشاركة بعض مواطني هذه الدول مع مليشيا الدعم السريع كأفراد وليست سياسة دول

اذن ماهي ابعاد هذه الزيارة في هذا التوقيت  خاصة وأن  الكباشي مختص  بإدارة الملفات  السياسية والعسكرية معا ؟

 

*تأخرت عاما


حسب الخبير الإعلامي والكاتب الصحفي الهندي عزالدين فزيارة الفريق أول كباشي إلى دولتي مالي والنيجر ، متعلقة حسب معلوماته بطلب تعاون السلطات في الدولتين مع حكومة السودان في السيطرة على الحدود ،فيما يتعلق بالعناصر المقاتلة المشاركة في حرب السودان ، إضافة إلى المنهوبات التي فرت بها عصابات الدعم السريع إلى دول الساحل الافريقي ومن بينها مالي والنيجر.
هناك أعداد كبيرة من عربان الشتات عبروا حدود مالي والنيجر وتشاد وليبيا إلى دارفور ومنها إلى بقية ولايات السودان منخرطين في القتال ضد الجيش السوداني بل ضد الشعب السوداني.ويرى الهندي في حديث للحياة اليوم في أن الزيارة تأخرت عاماً كاملاً ، وكان ينبغي أن تتواصل القيادة السودانية على مستوى رفيع مع قيادات دول الساحل الافريقي لمحاصرة عمليات تجنيد العربان واستغلال اراضي تلك البلدان في الحرب ضد السودان.

*تفاهمات المصالح

 


 

ويرى المحلل السياسي الرش


يد محمد إبراهيم أن زيارة كباشي لتينك الدولتين ذات محتوى أمني عسكري أكثر من كونها ذات محتوى اقتصادي وهي مؤشر على ان الدبلوماسية الرئاسية انتقلت في مجلس السيادة من الزيارة بغرض التنوير وتصحيح الأوضاع داخل السودان إلى مرحلة التفاهمات الاستراتيجية وقطعا زيارة النيجر ومالي هي لتخفيف منابع هذا العدوان الذي يعتبر هاتين الدولتين مصدر مزعج بالنسبة له إذ أن غالب المرتزقة ينحد رون من تلك النواحي وبالتالي الوصول إلى تفاهمات مع مجلس الإنتقالي في مالي أو النيجر هو مؤشر على التفكير وتوجهات السياسة السودانية بدت عليها تحولات والتحول الذي احدثته القوات المسلحة على صعيد العمليات العسكرية وهي لها هذه الفرصة اذا ما قارنا هذا الحديث بما رشح من معلومات بأن دولة النيجر تعهدت بأن تتعاون مع السودان وأن تنشئ تعاونا وفق المؤسسات في ذينك البلدين وان تتعهد بالقبض على السيارات والمنهوبات التي يتم تهريبها إلى النيجر عبر آلية مشتركة .قطعا الزيارة حسب الرشيد في حديثه للحياة اليوم تمثل إضافة وانفتاح مهم في علاقات السودان الخارجية سيكون لها ما بعدها خاصة ان هذه الدول بدأت تستشعر أن قضية الأمن ليست خاصة بالسودان فقط وأن تمدد هذه العصابات والمليشيات سيتحول عندما يستتب الأمن في السودان إلى هذه المناطق وسيكون لديهم السلاح والمال والعربات التي يمكن أن تشكل مصدر تهديد وضغط لهذه البلدان

*تحولات سياسية

المستشار بالاكاديمية العليا للدراسات الامنية اللواء م معتصم عبد القادر
يقول ان منطقة الساحل الافريقى من المناطق التى شكلت موردا بشريا مستمرا ووقودا للحرب والتمرد فى السودان لذلك فان زيارة نائب القائد العام للقوات المسلحة تعتبر مهمة لايقاف سلسلة الأمداد البشرى والمادى للتمرد ..
من جانب اخر هنالك تحولات باينة فى السياسة الدولية فى المنطقة جعلت معظم دول المنطقة ومن ضمنها السودان والنيجر ترغب في الانفكاك من الهيمنة الغربية وبالتحديد الفرنسية والتوجة شرقا نحو الصين و روسيا مما يغير فى محددات الاوضاع السياسية والاقتصادية فى المنطقة حسب معتصم في حديثه للحياة اليوم

*الإتجاه شرقا

CREATOR: gd-jpeg v1.0 (using IJG JPEG v62), quality = 80?

كبير الخبراء  بالمركز آلافريقي المختص بالشأن الافريقي البروفيسور مدني الحارث تحدث للحياة اليوم عن زيارة الفريق كباشي لبوماكو عاصمة مالي ومن ثم نيامي عاصمة النيجر قائلا بانها زيارة هجين في شكلها ما بين الدبلوماسية والعسكرية ونعلم أن كلتا الدولتين توجهتا شرقا بعد أن تم إزالة الاستعمار الجاثم على صدر الشعب النيجري والمالي الدولتين توجهتا شرقت ويبدو أنه في إطار تنسيق العلاقات الخارجية في ظل التوجه نحو الشرق وهذا ما تقوم به حكومة السودان. شمس الدين الكباشي يمثل الجانب العسكري ومعه وزير الدفاع ومندوب من جهاز المخابرات العامة وكذلك معه وكيل وزارة الخارجية .ومن ثم يبدو أن الزيارة فيها بعض الرسائل لتلك الدول سواء لمواطنيها ومشا ركتهم في صفوف الدعم السريع فيما يتعرض له السودان باعتبارهم حاضنة له من مرتزقة النيجر ومالي وبعض الدول الأخرى في منطقة الساحل لكن هذه الانظمة غير مسؤولة من أولئك المرتزقة لأنهم اتو ا في عهد سابق عندما كان الرئيس محمد بازوم رئيسا للنيجر يعد
لهذا الأمر مع قريبه محمد حمدان دقلو اما مالي فيتم التعامل مع الفرنسيين وابعادهم من المنطقة قبل الانقلاب الاخير الذي تم في النيجر لذلك يبدو أن الرسائل تحمل عدة أوجه الأولى أنهم التقوا في المحور الشرقي محور روسيا لا أدري أن كانت صدفة أو مرتبة والحديث للحارث .تزامن رحلة كباشي إلى مالي والنيجر مع وصول وزير الخارجية الروسي سيرجيو لافروف إلى شاد وهو وزير خارجية مخضرم وشيخ وزراء الخا رجية في العالم وهو موجود في انجمينا فيبدو أن المرحلة القادمة تشهد الآن تحول في العلاقات والمحاور والبحث عن حليف مشترك وهو الاتجاه شرق
*العودة إلى حضن افريقيا
حتما الزيارات الكباشية سيكون لها ما بعدها إيجابا على العلاقات مع مالي والنيجر وربما كل دول الساحل لأن الجميع استشعروا أهمية امن السودان لأمنهم إضافة إلى أن الفريق ركن كباشي يمتلك الحنكة والخبرات اللازمة للتعامل مع الملفات الخارجية لكونه ينوب عن القائد العام في القوات المسلحة وكذلك كسياسي عضواََ بمجلس السيادة وخروجه للفضاء الأفريقي يمكن السودان من معالجة ملف العلاقات الخارجية ويمهد لعودة السودان للاتحاد الأفريقي بسهولة ويسر.