وجه الحقيقة

*أجراس فجاج الأرض* *عاصم البلال الطيب* *معركة سنار* *محلج العالمية بالقضارف*

*معركة سنار*

*ومعارك سنار تستعر لم أنشغل بها صحفيا وجغرافيا كنت غير بعيد ميدانيا ، فآلات وأسلحة الحرب تطوى المسافات البعيدة طيا ، فى مشروع ردميات طريق القضارف الدندر الاستراتيجي.، لم يساورنى الإحساس بالإنزعاج ، ثقة فى خبرات المؤسسة العسكرية وقدرتها على التعامل مع معركة معقدة و طويلة الأمد ، لم أتعجل بالأسئلة للمصادر الميدانية ، أتعلم من تجربة نشرنا ذات سنة من تسعين القرن الماضى ، خبر إنتصار للجيش على قوات حركة الشعبية بقيادة قرنق واسترداد إحدى المدن الإستراتيجية تخنى الذاكرة لاستحضارها ، والمعركة بعد لم تنته ، خبر باجتهاد صحفى هو دأب أخبار اليوم وسائر الصحف ، دودة السبق الصحفى سلاح ذو حدود اموتها أقطعها ، لم نصبر على صدور الخبر رسميا من القوات المسلحة مخالفين قوانين النشر العسكرى ، مستعجبين بلا علمية ، أسباب إستبطاء مكتب الناطق الرسمى ، إيجابية الخبر وما فيه من دعم نفسي ورفع معنوى ، دافعنا للنشر ، وإذا بالنشر العجول على صدر الصحيفة ابتهاجا بالنصر والسبق ، يتسبب فى إسترداد الحركة للمدينة الكبيرة الغائب إسمها فى زحمة حربنا الفريدة ، وزير دفاع المرحلة الفريق الراحل عبدالرحمن سر الختم ، تتغشاه رحمة الله ، يستدعى رؤوساء التحرير لمكتبه منورا عن ضرر نشر أخبار المعارك إجتهادا ولو حميدا ، يفضى لتحول الإنتصار لهزيمة ، مفصلا أسباب التأخر عسكريا للإعلان رسميا ، ومن يومها أتجنب الخوض فى شأن معركة عسكرية آنية دون تلقى إخطار وإعلان رسمى ، مقدما المهنية على الإجتهادية والظن بالإيجابية*.

*المعركة الأخرى*

*وأقدر منذ خروجى من الحصار تحت نير الحرب زهاء العام بالخرطوم بحرى ، أهمية التفرغ لخوض حمى المعركة الأخرى والحرب الكبرى ، الإعلامية الإيجابية ، بالإنتباه لأوتاد تثبيت أركان الدولة غير المتأثرة مباشرة بالإقتتال ، ففى ذلك منتهى العون للخائضين حمم الحرب الأشرس ، فالتجوال ملاذى من ولاية لولاية ،والقضارف محطة من محطات انعقاد الآمال بالحلول والخلاص ، وعلى أهبة الإستعداد مؤسساتها وأجهزتها العسكرية والنظامية والأمنية لمواجهة مخاطر ومهددات الحرب ، وحكومة ولايتها ترتب لإستئناف الدراسة ، وواليها يعمل على إزالة المعوقات وقهر التحديات بإعمال فقه الأولويات ، ومجتمع القضارف يتقدم بجدارة للمشاركة فى القيادة متقدما على الحكومة لقوته ولجسارة أبنائه من حملة الأموال ، بطبيعة حال بشر القضارف ، ليس مجتمعا إفلاطونيا وفيه ما يعكر الصفو ومن يعمل ضد الجمع ، روح الزراع والتحضيرات مع تباشير خريف مبشر ، تعلو على موات الإثباط والإخذال ، واستثمار رجال أعمال للأموال فى مشاريع دولة معطلة بفعل فاعل ، يمضى بتفاؤل أصحابها من الشباب وأبنائها الخلص ، حمزة مصطفى محمد البلك ، إبن سلك جندية المؤسسة العسكرية وميادين العمليات والمدرعات قبل التفرغ لدنيا الأعمال والمال ، تجربته الإقتصادية والتجارية ، تحضه على الإستثمار بقوة فى القضارف ولايته وعلى الإستنفار للبناء والتعمير*.

*البيان بالمشاهدة*

*مرورى بمحلج ود الحورى للأقطان ، فى الطريق لمحلية قلع النحل ، وإشارتى للمنشأة فى مقالة قضارفية سابقة كشامة تنمية ، تقع فى أعين صديقى ود البلك ، فيهاتفنى لائما متعجبا من وجودى بولايته ومدينته الأثيرة دون علمه ، لولا مطالعته للإشارة لمحلج ود الحورى وكأنه وحيد قضارفه ، لم يضع حمزة من ظننته خارج المدينة وقتا ، ليرتب لى زيارة تحت عنوان البيان بالمشاهدة ، وإصطحاب ودالبلك دوما مختلف ، مقبل على الحياة ببر الوالدين ورضائهما ، متجاوز مصابه من الحرب ككل المنكوبين ، مستفيدا من إستثماره بالقضارف بمسقط رأسه ومرتع صباه قبل وقوع المصاب العظيم ، بمشروع قدرى ، يزرع الفرح وينثر الإبتسام ويحيى الآمال، وإقلال حمزة فى الطريق لجنوب القضارف متعة ونزهة لمحلية القلابات الشرقية ، يحفظ تاريخ و جغرافيا الولاية بخلفيتيه العسكرية ضابطا سابقا وبالإقتصادية تاجرا مستثمرا فى ما ينفع البلد والناس غير مضارب بتجارة الكسر والعملات ، الطريق إلى القلابات يخضوضر ببواكير المطرات ، وتترامى على جانبيه قرىً متناثرات من غير انتظام فى فضاءات تعج بالثروات الحيوانية والمساحات الزراعية ، ريحة البن و إيقاع دقاته تخالط عطر شواء الأقاشى وفوح أشجار الطلح المبتل ، وضحكات أبناء عمومة ودالبلك مصطفى وعاطف ، ودندنات طنبور النصرى وأشعار عيال شايق المحملة فى الجولات والاستماع إليها فى تلك الأجواء يكسيها بخضرة وبوريد محبة القضارف يسقيها*.

*حتة حتة*

*نمر بقرى المحلية من الكنارة وحمزة يعرفها حتة حتة وله فيها مزرعة ، حتة تنتج الفواكه واللحوم والألبان وينصب أمامها قاعدة ، منصة ، ثلاجة لتجمييد الفراخ ، والإنتاج المتعدد والمتنوع مخطط ودالبلك المستقبلى وزوادته أبناء الكنارة عمال المزرعة بدرجة شركاء يعملون لتطوير قطاع المزارع والبساتين ويؤم أحدهم لعله أبوعبيدة ، بصوت جهور المصلين . والكنز بعد الكناره إسم على مسمى وبعدها عصار وما أدراك ما عصار ثروات وثروات وأجناس متحابين ومتعايشين ومتاصهرين ، أما كساب فيكفيها الوصف بأنها مركز محلية القلابات الشرقية ، وكوم شتا بئرها الإرتوازية تشهق أمامها راية حياة ، والزريقتان ، زريقا البير وزريقا الدونكى ، يقترنان دون تلامس ويضعان صابونى الجميلة مختارة ود البلك لصرحه ذات التسع نجوم على تلك التخوم ، غير بعيد عن دوكة وحدود أبناء العم الأحباش*.

*العالمية للحلج*

*أعمال العالمية لحلج القطن ،منشأة ود البلك التى تستحق التعليق فى أستار سوق انتاج القضارف ، اوووه ناس المحلج ، عبارة ترحاب تشنف آذاننا طول الطريق ، تحية من إرتكازات الحماية الأولية وأخرى لضبط المرور وثالثة ربما للتحصيل أو التدقيق ، جميعهم على إمتداد هذه القرى و مما يبدو أنهم من أبنائها حتى الصابونى ، ما مررنا بمرتكزين ، يحيونا أووه أصحاب المحلج ، رسالة إحتفاء ومحبة من الأهالى بالمنشأة فى صندوق بريد ودالبلك وصحبه العاملين فى المحلج تحت إدارة شقيقه خضر البلك المقيم هناك وسط ملاك أهيل المحلج سكان القرى الثلاث القريبة الزريقتان والصابونى . تقرأ فى وجوه العاملين رجالا ونساء سطورا مفعمة سعادة بفرص العمل والتشغيل ، المكاتب الإدارية كما المحلج تسع نجوم ، وانت داخل تخلع نعليك كما العاملين فى مباراة نظافة وظرافة ، والضيافة فندقية والبشاشة والمباشرة قضارفية*.

*الأسطوانى الأول*

*كل شئ فى المحلج الثانى بالولاية والأسطوانى الأول محوسب ، أحدث تقنية تركية عالمية مدارة الآن بشبابية سودانية متكاملة، فنيو وعمال الصرح البهى الفخيم المتوسط أربعين فدانا مستمرة التحسين ولبناء جملونات لحفظ وتخزين الخام حفاظا على قوام القطن ، ينهمكون بمحبة فى اعمالهم المتفرقة وعملية الحلج بين تقنية ويدوية سلسلة طويلة مدارة من قاعة للقيادة والسيطرة ، عربة مطافئ مستأجرة مرتكزة دواما وتحسبا للمفاجآت فى الورديتين صباحا ومساء ، المحلج مزود بمولد صيحة وصهريج مياه سعة تكفى وتفيض لكل الأغراض ، مياه المنطقة عذوبة لاتصدق ونقاء وصفاء كقلوب الطيبيين من اهل القرى . فلا عجب ، عربات الصادر تشحن على مدار اليوم بالات قطن العالمية للحلج وأطنان من البذرة السحرية ، بذرة القطن مصدر أطيب الزيوت والأعلاف للحيوانات ، قيم مضافة يعمل ودالبلك لأجلها وباستشارات عالمية على إنشاء خطوط إنتاج متعدد الأغراض بينها صناعة غزل ونسيج ، تزيد الخير وتوسع مواعين العمل ودوائر المسؤولية المجتمعية الموضوعة فى الحسبان باسهامات مستمرة تزيد نوعيا مع تتالى الأيام . بينما كنت نهم للمغادرة ، يشير حمزة إلى قطن للتصدير يصلح لصناعة الذخيرة ، القطن الأبيض لا محل معه للهدر ، قيم مضافة بين التبر والتراب*.