وجه الحقيقة

*التصنيع الحربي السوداني شبح يقلق مضاجع العدو رشان أوشي*

رسمت “منظومة الصناعات الدفاعية” صورة الزمن الجديد الذي نعيشه الآن في مجال استقلال السودان عسكرياً، باتجاهه لتصنيع السلاح بالداخل، بديلاً عن الارتهان لأمزجة الأقطاب الدولية حتى يتمكن من اقتناء الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وذخائرها، وهذا -بلا شك- امتياز وتطور ينسب معظمه لنظام “البشير” قبل أي أحد آخر.

أما الآتي القريب في الأفق السوداني بكل ما فيه، بأن القرن الحادي والعشرون زمن التكنولوجية، فالتصنيع الحربي السوداني يعمل الآن جدياً في استعواض مقدراته التي دمرتها الإمارات عبر ميليشياتها المستأجرة خلال الحرب الحالية، ويمضي هذا المشروع في مجالات تطور السلاح تقنياً.

لم تتضرر “منظومة الصناعات الدفاعية” كثيراً من عصا العقوبات، لأنها في الأساس نشأت كمعالجة للعقوبات الأمريكية، وحققت نجاحات باهرة في ظل العقوبات، إذاً فرض عقوبات جديدة بواسطة الاتحاد الأوروبي إنما هو حرث في البحر، لأن المنظومة صممت لتكون وصلة القوة العسكرية والمالية للجيش السوداني في ظل حصاره ، وهذا أمر ليس غريباً، فالجيش الأمريكي يمتلك شركات تدر عليه أرباحاً طائلة ربما تفوق ميزانيته الرسمية.

الصين الجديدة بعد “ماو تسي تونغ” ، أيضا تملك قواتها المسلحة شركات تجارية بعضاً منها كان يعمل في مجالات البنية التحتية هنا في السودان إبان نهضته التي قطع الطريق عليها عملاء الإمارات.

الآن دخل التصنيع الحربي السوداني الزمن الجديد، بحواس وعضلات أخرى، دخل بيوت التجارة بما كبر وما صغر من المنتجات، وأبدع ترمومتره الخاص لقياس المناخ العسكري والاقتصادي الدولي، والاتجاه مع مهب ريح مصلحة السودان العسكرية، كل المسيرات التي تحصد الجنجويد الآن مصنعة محلياً بواسطة التصنيع الحربي السوداني ، وكل شحنات الذخائر التي وصلت البلاد الفترات الماضية استجلبتها المنظومة، و ستبهر الشعب بمعدات جديدة متطورة وفعالة قادمة في الطريق لحسم معركة الكرامة بما يشفي غليل السودانيين.

عند احتلال مصانع السلاح التابعة لمنظومة التصنيع الحربي السوداني بواسطة مليشيات “حميدتي” ، اعتبرها الكثيرون هزيمة ، و تلاشي لحلم استقلال السودان عسكرياً، ولكن هبّت ريح الامل بمجهودات رجال يظلوا يعملون خلف الاضواء ، اجترحوا صيغاً أخرى حتى لا ينهار الجيش بسبب تآمر الامارات وجهودها في قطع الطريق لكل محاولة شراء سلاح لدولة تخوض حرباً.

هذا الاستعراض المسهب لأهمية التصنيع الحربي السوداني ، يكشف حالة القلق الذي ساد الغرب تجاه مقدرات الجيش السوداني في زمن يتحرك فيه العالم.

اليوم، تشتعل نيران الحروب ، في أكثر بلد افريقي يمتلك موارد ضخمة، وكلها نتاج إدارات سياسية، لم تعرف طبيعة العالم الذي نعيشه اليوم. العلم والبحث العلمي، مراكز البحوث، والتصنيع وتطوير الاقتصاد، والعلاقات الدولية المتوازنة المبنية على المصالح المتبادلة، هي أعمدة الكيانات الوطنية .

الدول التي نهضت تعلمت من مآسيها الدموية من الحروب الطويلة، التي أشعلها التطرف الوطني ،اندمجوا في عصر خلقوه وخلقهم.

لذلك لابد من الاحتفاء بالتصنيع الحربي السوداني ، والدفاع عنه باعتباره إحدى أعمدة قوة الجيش السوداني ، والتي توفر له غطاء الاستقلالية وبالتالي تعزيز السيادة الوطنية التي لا تستجيب للابتزاز السياسي .

محبتي واحترامي