وجه الحقيقة

*أجراس فجاج الأرض* *عاصم البلال الطيب* *قبالة جبل تواوا* *مع نازحى ولاية سنار*

*لجنة الأمن*

*لجنة أمن ولاية القضارف لا تكف عن الإجتماع للوقوف على الأحوال ولو طبيعية ، لتتعامل مع كل مستجد وطارف ولاتنتظر لتنعقد طارئا وبالليل ساربا ، فالحرب لا محل فيها لتراخ وتباطؤ ، ومفتوحة على كل الإحتمالات ، واقترابها من الولاية جغرافيا يستدعى إرتفاع معدل التحوطات واتساع رقاع الحميات ، أحداث سنجة وانتقالها للدندر ، تضغط حاليا على القضارف بنزوح السنجاويين والسناريين وحتى مواطنيها فى التخوم والتماس ، وحكومة الولاية ترمى بثقلها لبسط إستضافة كريمة للنازحين ولامتصاص آثار الصدمات عليهم وانسحابها على المواطنيين المقيمين غير الواقفين متفرجين ، وأرتالهم تتعاقب لخدمة الفارين من جحيم الحرب عند التقاطعات و فى مقار التجمعات المؤقتة ريثما يتم توفيق الأوضاع فى مآوٍ بأنحاء متفرقة وبتعاون إثر آجتماع برئاسة الوالى مع كافة المعنيين رسميين وشعبيين ومنظمات وطنية وأجنبية تقدم خدماتها بالولاية تحت عنونات متعددة . الإجتماع تبلور عن رؤية موحدة ومخرجات محددة بهدف توحيد الجهود وضبط المبادرات مراعاة للظرف الأمنى الدقيق*.

*منسج الأساطير*

*وزير الصحة والتنمية الإجتماعية بولاية القضارف ، دكتور أحمد الأمين آدم ، تقع عليه مسؤولية التنسيق الكبرى ، لإدارة عملية تدفق النازحين مع بواكير خريف البطانة ، واختصاص الوزارة ، يفرض على العاملين فيها مضاعفة الجهود كل أيام الإسبوع ومواصلة الليل بالنهار مؤازرين بإيثارية أبناء القضارف العالية وهمتهم المعهودة فى إكرام الضيوف فى الظروف العادية وبزيادة فى الإستثنائية ، وإنى لشاهد ميدانى على تباريهم فى تقديم الدعم والمساندة لإخوانهم من مناطق ولاية سنار المرزوءة والمجمّعين مؤقتا بمبانى الميناء البرى تحت التشييد قبالة جبل تواوا منسج الأساطير ومعقل القصص والحكاوى ، وشركة زادنا العالمية تتأهب لإكمال مشروع الميناء والقضارف فى اتتظار مقدم مديرها العام*.

*ركوب الصعب*

*إختيار مقر الإستضافة لدى الوصول المنهك ، لرحابته الإستيعابية ووقوعه فى مرمى الدخول للولاية التى لم تجد حكومتها ما هو أنسب حتى توفيق الأوضاع وحشد أيادى العون ، الحركة الدائبة داخل المقر البرى الجاف مبللة بتناقض اللحظة ودمعها المخبوء ، و تشف عن قبول المضطر لركوب الصعب للنجاة من الأصعب ، ويخفف عليه من وطأة مفارقة الديار ، الإلتفاف الكبير لتقديم الخدمات والإحساس الغامر بالحنو والقادم الأحلى ، ويُسأل الوافد النازح ، عن رغبته و وجهته لتوفيق أوضاعه مقيما أو عابرا تتولى الأمانة العامة لديوان الزكاة أمر كلفة انتقاله لوجهة ثالثة بتوجيه الوالى بوصفه رئيس مجلس الأمناء ، وإطعام الوافدين النازحين يتقدم ركبه المجتمع وحكومة الولاية ، وجهات متعددة ، وهيئة الإستخبارات العسكرية قدحها مبذول ، تقوم على إعداده نسوة منذ فلق الصباح وحتى توارى الشمس بالحجاب ، وزارة الصحة والتنمية الإجتماعية توفر المعينات الطبية والأطقم والكوادر مسنودة بمشاركة لافتة من بعض المنظمات المعنية وشبيبتها الجديرة بالتقدير والإحترام ، وزير الصحة يستحث الغائبين للتسجيل فى دفتر الحضور والإستجابة لنداء الوالى مع تحديد كم ونوع المساعدة لتفادى التضارب والتقاطع*.

*جبنة وكيف*

*والأمور تبدو طيبة لدى زيارتى الميدانية لمقر إستقبال النازحين للوقوف على الأوضاع ، روائح الطعام وحتى مشاريب الجبنة والكيف تعبق المقر وأنوف الأسر الكريمة من مختلف الفئات العمرية ، الإستعدادات الصحية مقارنة بفجائية النزوح جيدة ومتصاعدة وفقا لقراءات يومية، والوزارة توفر الأدوية وتعمل جاهدة بالتعاون مع الأطياف المتبارية لسد النواقص ومعالجة مكامن الخلل والقصور ، شباب المنظمات المعنية بالطفولة عينا بشكلون حضورا مميزا ويعملون بتفان ، مختلف كوادر التخصصات الطبية والفحوصات المعملية متوفرة بنظام الورديات مع وجود عربات مستأجرة للنقل للمشافى عند الضرورة ، ومدير مكتب الوالى موجود يدون المطلوبات ويعد برفع الطلب لتخصيص عربة إسعاف وبين الوافدين نسوة حُمل ، ويترافق مع تقديم الخدمات الغذائية والصحية ، عمل وقائى للحفاظ على سلامة البيئة داخل المقر ومحيطه ، تقديم الدعم النفسي المطلوب غير مهمل. الزيارة الميدانية لمقر إستقبال الوافدين من النازحين ، مليئة بالصور الإنسانية وأشدها إيلاما الإحساس فى الوجوه وبين العيون بمفارقة الديار و بعض الأهل وفقدان التواصل مع البعض الآخر*

*ظهر التكويشة*

*وسماء القضارف منذرة بين كل لحظة وأخرى بغيث وفير ، ترفع من حجم التحديات وتستدعى المزيد من المبادرات من ذوى الحول والطول لإمداد أيادى العون والإسناد لحكومة الولاية المجدة على غرار صنيع رجل المال والأعمال وجدى ميرغنى ، المقتطع للإيواء مساحات واسعة من أفدنة اراضيه الرحيبة والخصيبة بمسقط رأسه ود الحورى فى مطلع الطريق لقلع النحل والحواتة ، وخيرون يلتقطون قفاز المبادأة ويتواصلون مع وزارة الصحة والتنمية العمرانية لتشييد عدد من الجمولونات فى أرض وجدى المخصصة مزودة بكل ضرورات الإقامة ، ويتم حال الإكتمال ترحيل الوافدين من النازحين أسر وأفراد للإقامة حتى يقضى الله أمرا مقدورا ، ولنرفع الأكف ونتضرع بالدعاء ليرفع الله الإبتلاء وينهى هذه الحرب ويشيع الأمن والسلام والطمآنينة ويكفى اهلنا شرورها ، قبل مغادرة مقر الإستقبال ، مقر الميناء البرى ، اولى خيوط المغيب تطبق على قمم جبال تواوا ، توقف بطاح ، يشحن فوق تكويشة حمولة بالغة العلو ، عشرات الأسر ، تبدو عليهم وعثاء السفر وأثر كآبة منظر الحرب ، تعجب كيف اعتلوا ظهر التكويشة ، ويبدد العجب مشاهد ترجل القادرين دعك من العاجزين لكبر او علة ، الرحلة مستغرقة أيام ستة وسط ظروف قسوتها ، سريالية فى الوجوه المغطاة بالوجع* .