وجه الحقيقة

نقر الاصابع /ندي عثمان/ الغربال

دخلت الحرب عامها الثاني وانتقلت بعدة مراحل ففي المرحلة الأولي غادر الناس الخرطوم يحتسبون أن العودة إلي دارهم ستكون عقب اسبوع او اثنين ثم بعدها دخل الهلع إلي النفوس بصورة جعلتهم يفرون بلا هدي يقصدون النجاة بالارواح بعد أن غرست آلة الملشيا أنيابها قتلا واغتصابا وسرقة وتفرقت الأسر بين العواصم والمدارس والصحاري والغابات وتعد هذه المرحلة الأصعب لما فيها من مرارات فقد وجوع ومرض ويمكن أن نسمي ماسلف مرحلة (الغربال الخشن ) والتي أسقطت عنا الشرور والاشرار وكستنا حلة الصبر الذي مرد عاقبته عند الله خير بلا حد واكسبتنا تجارب لاتشتري الا بما عشنا واصبحنا أقوياء ..
الان بدأت بشارات الخيرات تتري تكسرت شوكة الملشيا ونظف المكان من رجسهم وفاحش عملهم واصبحوا كالممسوس يترنحون بلا قيادة ولارشد يتسولون العالم اجتماعات ومشاورات لإعادتهم وكيف يسمح لهم بالعوده وانتاجهم ماثل أمام الأعين ..
ودخلنا المرحلة الأخيرة وهي (الغربال الناعم) وهذه المرحلة تستلزم الصبر فقط وعدم الالتفات إلي ادعاءات أن الملشيا فعلت وستفعل وان اقالت مستشارها السياسي فهي الان تعاني سكرات الموت وخروج الروح فالنستف حقائبنا بالعمل والدعاء وشد ازر بعضنا وقواتنا المسلحة انتظارا لساعة اعلان (صفر ملشيا) .