وجه الحقيقة

استسلام كيكل في الميزان ..الباقر عكاشة

ظهرت تباشير النصر وعاد الأمل برجوع كل من أُبعدو عن
ديارهم بغير وجه حق فالاستراتيجية التي تبنتها قواتنا المسلحة الباسلة، بفك اللجام واطلاق العنان للهجوم بعد القضاء على القوة الصلبة كان له الاثر الكبير ونال بموجبه قوات التمرد ضربات قوية وقاسية وموجعة في جميع المحاور، جعلت الملشيا وحلفاءها يفقدون السيطرة على قواتهم. حيث أصبحت هذه القوات تعمل بجزر معزولة وفاقدة للثقة بين الفصائل التي تقاتل معها، وهي فصائل لا تحمل أي مشروع أو فكرة، بل يجمع بينها فقط النهب والسلب والحقد على المجتمعات المدنية.

كانت قواتنا المسلحة قادرة من واقع قراءة الأوضاع على أرض المعركة الوصول إلى قائد التمرد “كيكل” حياً أو ميتاً. لكن الصبر الطويل والحكمة كانت حاضرة قناعة راسخة في استخباراتنا التى ترى ان الصندوق الأسود كان أكثر أهمية. فاستسلامه يمكن أن يؤدي إلى استسلام معظم قواته، في حين أن مقتله ربما كان ليؤدي إلى نتائج عكسية ويزيد من إشعال الحرب المستمرة.

إيقاف نزيف الدم والتوجه نحو السلام مع الذين جنحواو له أصبح أمراً ضرورياً في هذه المرحلة فالمعارك ليست مثل مباريات كرة القدم، التي يتخللها نقاشات هنا وهناك رغم وجود مدربين تقع على عاتقهم تقييم مجرى المباراة فقادة قواتنا المسلحة، بحكمتهم وتجاربهم الطويلة عبر التاريخ على دراية بكيفية التعامل مع مثل هذه الأمور دون الانشغال بتحليلات اللايفات والمشفقين وذلك بحكم طبيعة عملهم مستفيدين من الخبرات التراكمية على مر الازمان ومن المواقف المتشابهة على المستوى الاقليمي والعالمي