وجه الحقيقة

منتدى الجزيرة الثقافي..الابداع في احلك الظروف

مدني:هويدا حمزة

روي ان إحدى القبائل قيل لها أن الحرب ستبدأ يوم كذا وعليها أن تستعد فقالت للحرب (عندنا صبق حمير)وأصبحت مقولتها مثلا سائرا. خطر ببالي ذلك المثل وانا اقرأ ترويجا لندوة ثقافية بدار المبدعين بمسرح الجزيرة ابطالها الدراميين وقلت يعني الخرطوم حزينة واهلها نزحو للولايات والمثقفاتية شغالين بالفارغة)!! الفهم ده طبعا لأنني لست شفيفة ولا وريفة وماعندي فهم في الثقافة كتير ايش جاب التحقيقات للثقافة . إلا انني قررت الذهاب وزي ما قالو (قلة الصنعة بتعلم المشاط في الصلعة ) فذهبت ويا للمفاجأة فقد وجدت جلهم من دراميي الخرطوم الفارين من الحرب .


جلسوا وناقشوا قضايا وهموم الواقع الثقافي مربوطا بهموم الوطن وانصراف الحكومات عن الثقافة واتهمها بعضهم بمحاربة الوعي لدى الشعوب وهي تعتبر الحراك الثقافي بوابة ذاك الوعي ومن ثم فالمثقفاتية في نظرها دائما شيوعيين أو ماشابه .شهدت الندوة العديد من المداخلات إلان اننا آثرنا ان نجملها في افادات خاصة للحياة اليوم حول اهمية المنتدى ومسببات قيامه في ظل الراهن السياسي وكانت المحطة الاولى مع الناقد المسرحي الاستاذ مجذوب عيدروس وكانت افادته ادناه :

مأزق ثقافي

منذ بداية الحرب شهدت ود مدني عدد من المنتديات في نادي الخريجين وفي دائرة المبدعين،قدمت عدد من المحاضرات والندوات عن المأزق السياسي الراهن وحول واجبات المثقفين تجاه محنة الوطن في هذه الفترة وهناك حراك كبير جدا في مدني هذه الأيام رغم ان اي محاولة لأي فعل سياسي كفيلة بأن تجعل الناس يقولون(الناس في شنو وال…. في شنو ).وانا اعتقد ان المازق السوداني هو مأزق ثقافي في الأساس لأن الحكومات المتعاقبة منذ الخمسينات لم تتعامل مع التنوع الثقافي الموجود في السودان. افرض انني من مناطق الانقسنا أو جبال النوبة أو جنوب السودان أو اي مكان آخر اذا لم اشعر أن الأجهزة الإعلامية كالاذاعة والتلفزيون تقدم الغناء الخاص بمنطقتي فلن اشعر بالانتماء لهذه الأجهزة ولا الوطن،نعم من حق الثقافة العربية أن تكون موجودة في مساحاتها ولكن أيضا من حق الثقافات والقوميات الأخرى أن تجد نفسها بالتعبير عنها من خلال الأجهزة الاعلامية الحكومية على الأقل .
قلت لعيدروس
دائما تنظر الحكومات للمثقفين على اساس أنهم شيوعيين وما شابه ولعل هذا ما يجعل دعم الثقافة آخر أو خارج اهتماماتها؟
يوافق عيدروس على هذا الإعتقاد ويضيف:(شوفي ،جائزة الطيب صالح رغم وجود الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل والأستاذ عدد الباسط عبد الماجد عليه رحمة الله والبروفيسور عبدالله حمدنا الله وهم متفهمين أن الثقافة رحبة تتسع لليمين واليسار ومنذ إجتماعهمم الأول قلنا أن هذه الجائزة غير مسيسة الغرض منها إبراز الوجه المشرق للسودان والثقافة السودانية وهذا مايجب أن يكون إلا أن حكومة الإنقاذ لم تكن راغبة في قيامها .

رغم الظروف

مدير ادارة الثقافة والإعلام بالولاية الاستاذ كمال النعيم عبر عن سعادته بحضور الملتقى الثقافي الذي درجت نقابة المسرحيين على إقامته في يوم الأربعاء من كل أسبوع لمناقشة قضايا وهموم العمل الثقافي والنظرة المستقبلية لتأهيل وتطوير بنيات الثقافة والعمل على جمع المثقفين والمبدعين والموهوبين ليكون الإبداع متجددا في كل المجالات. واضاف (تأتي أهمية هذا الملتقى لمناقشة هموم وقضايا العمل الابداعي والثقافي بالولاية وشرفه بالحضور ابنائي وبناتي من مبدعي ولاية الخرطوم الذين شاركونا في تلمس بعض القضايا في مجال العمل الثقافي ووضع الحلول والمقترحات لمعالجة قضايا الثقافة والفن.)
قلت لكمال ولكن الناس مشغولة بالحرب ودرء آثارها فهل تجد الساحة مهيأة لأي فعل ثقافي؟فاجاب :
نحن في الوزارة همنا الأساسي هو تأهيل وتحديث مواعين الثقافة بولاية الجزيرة وقد كانت حكومة الولاية سباقة في هذا العمل ولكن انشغلت بعمليات الايواء لاخواننا الفارين من ويلات الحرب بالخرطوم ولنا وعود معهم لتطوير عمليات العمل الثقافي وان شاء الله عما قريب رغم الظروف هم يعملون معنا بإصدار القرارات وتكوين اللجان للانطلاق وإعداد الخطط والبرامج لتأهيل وتحديث مواعين الثقافةوبدا هذا العمل بقصر الثقافة حيث تم تاهيله على أحدث النظم الإدارية والمعمارية في القاعات والحدائق..الشكر لوالي الجزيرة وأمين الحكومة ووزير الثقافة لجهدهم في تطوير قصر الثقافة والآن نحن بصدد تأهيل وتحديث مسرح الجزيرة ودار المبدعين وكل الساحات الجانبية لمسرح الجزيرة وبرزت جدية الأخ والي الجزيرة وبعض المهتمين بالعمل الثقافي لتحقيق ذلك الهدف.
الثقافة أحد معاول البناء

المدير الأسبق لمسرح الجزيرة أمير التلب حيا الجزيرة لرحابة صدرها وآيوائها للفارين من الحرب خاصة المبدعين والإعلاميين ورغم ذلك تصبح الحرب هي الشغل الشاغل لكل شخص لخوفه على وطنه وعلى اسرته وممتلكاته.لانريد أن نشغل الناس عن الحرب ولا نلهيهم عن الهم الوطني ولكن في تقديرنا أن هذه مرحلة ستنجلي وتنطوي مثل كل المراحل التي مرت بتاريخ السودان ويجب الا نصبح أسرى لها بل يجب أن نزرع روح الحياة في الناس وروح الأمل في المستقبل فقد أوجد الله الحياة ليعيش الحياة لا ليدمرها فالحياة لا تقوم على التشفي والخراب ومن صنعوا هذا الواقع سينالون جزاءهم وبالتالي الجزيرة تريد ان تقول يجب أن نتماسك لنخلق غد افضل والثقافة احد المعاول التي تبني النسيج الاجتماعي والاجتماعي وتبني الوحدة الوطنية